تصاعد التوتر جنوب لبنان.. الجيش ينتشر في “بيت ليف” وسط اتهامات إسرائيلية لحزب الله
في تطور لافت، لم يعد الوضع في الجنوب اللبناني مجرد تبادل نيران، بل تحول إلى اختبار سياسي وميداني معقد. الانتشار الأخير للجيش اللبناني في بلدة “بيت ليف” يسلط الضوء على تصعيد إسرائيلي مستمر منذ أسابيع، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة.
ذعر في بيت ليف
أثار انتشار فيديو لوحدات الجيش اللبناني عند مدخل بيت ليف حالة من الذعر بين الأهالي. وجد السكان أنفسهم في دائرة الاتهام بعد إعلان إسرائيلي مباشر يضع منازلهم في دائرة الاستهداف.
المناشدات التي وجهها الأهالي إلى قيادة الجيش والرئاسات اللبنانية الثلاث تعكس حجم القلق والضغط الذي يعيشونه.
تحرك سياسي وأمني
جاء تحرك الجيش اللبناني استجابة لاتصالات مكثفة من فعاليات ونواب المنطقة. الانتشار لم يكن إجراء أمنياً فحسب، بل حمل أبعاداً سياسية حساسة، خاصة مع دخول الجيش إلى منازل المدنيين جنوب الليطاني.
اتهامات إسرائيلية
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اتهم “حزب الله” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وترميم منشآته في بيت ليف. وأشار إلى رصد “عشرات البنى التحتية الإرهابية” داخل القرية، بما في ذلك مقرات ومخازن أسلحة تابعة لـ”حزب الله” موضوعة داخل منازل المدنيين.
رسائل تصعيدية
تصريحات أدرعي بأن “نشاط الحزب في بيت ليف مثال واحد” تشير إلى أن البلدة ليست معزولة عن التصعيد العام. يهدد ذلك بتوسيع دائرة الاستهدافات، بالتوازي مع القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدات عدة.
تقارير إسرائيلية تحدثت عن تسارع وتيرة إعادة البناء من قبل “حزب الله”، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر لعملية واسعة إذا لم يتغير الوضع في الجنوب.
تحليل عسكري
العميد الركن المتقاعد خليل الحلو يرى أن ما جرى ليس حدثاً عابراً، بل فصل في مسار أكبر. ويؤكد أن إسرائيل تسعى لفرض وقائع بالنار والتهديد، مما يضع الأهالي تحت ضغط الخوف.
مسار تصعيدي متدرج
يشير الحلو إلى المعلومات المتداولة بشأن طلب إسرائيلي لتفتيش منازل جنوب الليطاني، وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية. ويؤكد أن تفتيش المنازل لن يبقى حدثاً معزولاً، بل هو تفصيل ضمن مسار تصعيدي يهدف إلى إحراج الدولة اللبنانية و”حزب الله” معاً.
مسؤوليات قانونية
يؤكد الحلو أن الجيش لا يستطيع قانوناً دخول أي منزل إلا بجرم مشهود أو بإشارة قضائية، مشدداً على عدم جواز إلقاء المسؤولية على المؤسسة العسكرية وحدها.
القرار 1701 إلى الواجهة
يربط الحلو المشهد بالتحولات الإقليمية، قائلاً إن الولايات المتحدة تعمل على وضع إطار للتسوية اللبنانية، ويقوم على تنفيذ القرار 1701 بكل بنوده.
واشنطن تسعى لتسليم إدارة الإقليم لحلفائها الأساسيين، مما يضع لبنان في موقع تصادمي مع الولايات المتحدة وإسرائيل والعمق العربي.
تصعيد جوي محتمل
يرى الحلو أن تصعيد الطيران الإسرائيلي يندرج في سياق أشمل، معتبراً أن الحملة الجوية تتصاعد منذ أسابيع. ومع ذلك، يستبعد أي عملية برية واسعة.
هذا يعكس تحولاً في العقيدة الإسرائيلية بعد حرب غزة، حيث تعتبر تل أبيب أن قواعد الاشتباك القديمة لم تعد صالحة.
مخاطر كبيرة
يخلص الحلو إلى أننا ذاهبون إلى تصعيد جوي أكبر. ويستبعد اجتياحاً برياً واسعاً لأن إسرائيل غير معنية بالتموضع في أرض قد تُستنزف فيها.
ويحذر من أن استمرار الوضع الحالي سينعكس على الاستقرار الداخلي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وقد يقود إلى مخاطر كبرى. ويشدد على أن تنفيذ القرار 1701 هو الطريق الأقل تكلفة.


