في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صفقة بيع مقاتلات “إف 35” المتطورة إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة. هذه الخطوة تؤكد الدور المحوري للمملكة في حفظ أمن المنطقة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
التعاون العسكري
يمتد التعاون العسكري بين البلدين ليشمل تحديث المنظومات الدفاعية، وتوطين الصناعات العسكرية، إضافة إلى التدريبات المشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتأسيس التحالفات الأمنية.
تحالفات استراتيجية
تجسد التحالفات الدولية التي تجمع السعودية والولايات المتحدة أهمية العلاقات الثنائية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وتعكس هذه الشراكة التزامًا مشتركًا بتحقيق الأمن والاستقرار.
شاركت السعودية والولايات المتحدة في ثلاثة تحالفات رئيسية، أولها التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991، والذي كان للمملكة دورًا حاسمًا فيه، بالإضافة إلى التحالف الدولي ضد “داعش” الذي تأسس في جدة عام 2014.
حماية الملاحة
كما انضمت المملكة إلى “التحالف الدولي لأمن الملاحة” عام 2019، الذي يهدف إلى تأمين حرية الملاحة وحماية التجارة العالمية، ما يؤكد التزام السعودية بأمن الممرات المائية.
مناورات عسكرية
تعزز التدريبات العسكرية المشتركة الجاهزية القتالية للقوات السعودية، وتساهم في تعزيز التكامل العملياتي مع الجيش الأميركي. وقد بلغ عدد المناورات المشتركة المعلنة رسميًا 13 خلال السنوات الخمس الماضية.
شهد مطلع الشهر الجاري تنفيذ التمرين المختلط “كوينسي-1” بين القوات البرية السعودية والأمريكية في “فورت إيروين”، الذي يهدف إلى تعزيز الجاهزية وتبادل الخبرات في بيئات قتالية متنوعة.
منظومة “ثاد”
في منتصف العام الحالي، دشنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أول سرية من نظام “ثاد” الصاروخي الأميركي، مما يعزز القدرات الدفاعية للمملكة.
استقلالية دفاعية
ساهمت الصفقات الدفاعية في تطوير البنية الدفاعية السعودية، وشملت أربع صفقات رئيسية خلال العام الجاري، منها صفقة “طوربيدات خفيفة الوزن” بقيمة 78.5 مليون دولار.
في مارس 2025، وافقت واشنطن على بيع منظومة “Laser-Guided APKWS” بقيمة 100 مليون دولار، لتعزيز قدرة السعودية على إصابة الأهداف بدقة وتقليل الأضرار الجانبية.
صفقات تاريخية
في مايو 2025، كشف البنتاغون عن بيع صواريخ جو-جو للسعودية بتكلفة 3.5 مليار دولار، وفي نفس الشهر، تم توقيع اتفاقية مبيعات دفاعية تاريخية بقيمة 142 مليار دولار خلال زيارة الرئيس ترمب إلى الرياض.
تعكس هذه الصفقات توجه السعودية نحو تنويع مصادر التسليح وتوطين الصناعات الدفاعية، مما يجعلها شريكًا تقنيًا قويًا للولايات المتحدة.
شراكة استراتيجية
أكد تحليل للمعهد الأطلسي أن التعاون الدفاعي بين السعودية والولايات المتحدة يمثل “شراكة عملية ومصالح مشتركة أكثر منها تبعية”، ويشمل تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق التكتيكي.
القرار السعودي
أشار ضابط الاتصال السعودي السابق في قاعدة بنسكولا، عبد اللطيف الملحم، إلى أن السعودية تتمتع بالقدرة على تحديد نوعية السلاح وتقنياته وأساليب استخدامه، مؤكدًا على استقلالية القرار الدفاعي السعودي.
أكد الملحم على مهارة القوات الجوية السعودية في استخدام أحدث الطائرات المقاتلة، مشيرًا إلى دورها الفعال في حرب الخليج، وتحرير الكويت، والتحالف ضد الحوثيين، ومكافحة “داعش”.


