تشهد العلاقات المصرية الروسية نقلة نوعية مع مشاركة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين في فعالية “تاريخية” الأربعاء عبر الفيديو كونفرانس. المناسبة هي تركيب “وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى” بمحطة الضبعة النووية المصرية.
وتُعد هذه الخطوة علامة فارقة في مسيرة المشروع النووي المصري، وتتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية.
محطة الضبعة: قدرات هائلة
تضم محطة الضبعة أربعة مفاعلات نووية بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط. من المتوقع بدء تشغيل أول مفاعل نووي في عام 2029، على أن تليه المفاعلات الأخرى تباعاً.
وزارة الكهرباء المصرية أكدت على الأهمية الاستراتيجية للمشروع في تنويع مصادر الطاقة وتلبية احتياجات البلاد المتزايدة.
توقيع اتفاقية الوقود النووي
تشمل الفعالية أيضاً توقيع أمر شراء الوقود النووي، بالإضافة إلى تركيب وعاء الضغط. تُضاف هذه الخطوة إلى مسيرة استكمال المشروع النووي الضخم، ما يعزز أمن الطاقة في مصر.
وتعتبر الاتفاقية الحكومية الموقعة بين مصر وروسيا في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، علامة فارقة في تاريخ البرنامج النووي السلمي المصري.
تكلفة المشروع والشراكة الروسية
بلغت تكلفة إنشاء المحطة 25 مليار دولار، وتم تمويلها من خلال قرض حكومي ميسر من روسيا. وقع البلدان اتفاقيات نهائية لبناء المحطة في كانون الأول/ديسمبر 2017، ما يؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية.
الشراكة المصرية الروسية تمتد لعقود، بدأت بتشييد السد العالي في ستينات القرن الماضي، وتتواصل اليوم مع مشروع محطة الضبعة النووية.
“وعاء الضغط”: قلب المفاعل النووي
أكد علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية السابق، أن تركيب “وعاء ضغط المفاعل” هو الخطوة الأكثر أهمية في بناء المفاعل.
يُعد الوعاء جسم المفاعل النووي الذي يحتوي على مكونات الوقود، وقد استغرقت عملية تصنيعه ثلاث سنوات تقريباً.
زيادة عدد العاملين في المشروع
أعلن أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة “روس آتوم” الروسية، عن زيادة عدد المتخصصين المشاركين في بناء المحطة إلى 30 ألفاً خلال العام الحالي.
ليخاتشوف وصف المشروع بأنه “أكبر موقع بناء نووي في العالم من حيث المساحة الجغرافية”، ما يعكس حجم الاستثمارات والجهود المبذولة.
التزامات موسكو والقاهرة
تتضمن العقود الموقعة بين القاهرة وموسكو في كانون الأول/ديسمبر 2017 التزام الجانب الروسي ببناء المحطة وتوريد الوقود النووي طيلة عمرها التشغيلي.
كما تتضمن الاتفاقية تدريب الكوادر المصرية وتقديم الدعم الفني وإنشاء مرافق لتخزين الوقود النووي المستنفد.
مدبولي: الالتزام بالجدول الزمني
أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، التزام بلاده بتنفيذ التزاماتها الخاصة بمشروع الضبعة النووي وفق المخطط الزمني المحدد.
وأشار إلى أن المشروع سيسهم في زيادة نسبة الطاقات المتجددة وتحقيق الاستقرار والاستمرارية لشبكة الكهرباء.
أهمية وعاء ضغط المفاعل
شدد رئيس هيئة المحطات النووية المصرية، شريف حلمي، على أن وصول “وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى” هو إنجاز جديد في المشروع الوطني العملاق.
وأوضح أن وعاء المفاعل يُعد من أهم مكونات المحطة وأكثرها تعقيداً من الناحية التقنية، ويعكس عمق الشراكة بين الفرق المصرية والروسية.


