في خطوة تعكس تعزيز التعاون العسكري الأوروبي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً عن إتمام صفقة تاريخية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تشمل بيع ما يصل إلى 100 طائرة مقاتلة من طراز Rafale F4 حتى عام 2035. تأتي هذه الصفقة في وقت تُظهر فيه قدرات هذه الطائرات تأثيراً محدوداً على توازن القوى في العمليات العسكرية على الأراضي الأوكرانية.
تفاصيل الصفقة
جرى توقيع هذا الاتفاق بعد أسابيع قليلة من التوصل إلى صفقة أخرى لتزويد أوكرانيا بين 120 إلى 150 مقاتلة سويدية خفيفة الوزن من طراز Gripen E/F، وفقاً لما ذكرته مجلة Military Watch.
ورغم أن أوكرانيا لا تزال مدينة بعشرات المليارات من الدولارات وتعتمد على الدعم المالي الغربي، إلا أن الدول الأوروبية تسعى للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة، مما قد يسهم في تمويل إعادة إعمار البلاد وشراء الأسلحة بشكل واسع النطاق.
جوانب التمويل
واجهت المبادرات للاستحواذ على الأموال الروسية معارضة كبيرة من المجتمع الدولي، حيث تتردد شرعية هذه الخطوات. رغم ذلك، تبقى الفوائد المتوقعة لهذا التمويل في مجال الدفاع الأوروبي كبيرة.
يمنح هذا الاتفاق لفرنسا فرصة أكبر لتعزيز موقف أوكرانيا كحليف استراتيجي للغرب، ومن المتوقع أن تولد الصفقة عائدات تقدر بنحو 22 مليار دولار.
أداء طائرات Rafale
تعتبر طائرات Rafale واحدة من نوعين من مقاتلات الجيل الرابع التي طورتها فرنسا، حيث بدأت تسليم طائرات Mirage 2000 إلى أوكرانيا في أوائل فبراير. قد يُسهل التقارب في أنظمة الأسلحة والصيانة بين الطائرتين تشغيل Rafale داخل القوات الجوية الأوكرانية بشكل أسرع.
حالياً، تدير القوات الجوية الأوكرانية خمسة أنواع من المقاتلات، من بينها المقاتلة الثقيلة Su-27 وطائرة Su-24M، بالإضافة إلى MiG-29A/UB وطائرات F-16 وMirage 2000 المقدمة من دول حلف الناتو.
مساعي التحديث
وأكد الرئيس زيلينسكي في أغسطس الماضي أن المحادثات مع فرنسا بشأن شراء طائرات Rafale تسير في الاتجاه الصحيح، مما يعزز من تحول أوكرانيا نحو أسطول مقاتلات موحد يتماشى مع معايير حلف الناتو.
على الرغم من هذه النجاحات، واجهت طائرات Rafale تحديات في أسواق التصدير على مدار نحو عقدين، حيث حصلت في الآونة الأخيرة على عدد من العملاء بفضل استراتيجيات تسويقية فعالة.
مقارنة مع المنافسين
لم تتمكن Rafale من الفوز في أي مناقصة تنافست فيها ضد جيل خامس مثل F-35 الأميركية، إلا أن فرنسا استهدفت الدول التي لا تستطيع النظر في بدائل غربية. تلك الدول، مثل الجزائر وكازاخستان وإثيوبيا، كانت تفضل الطائرات الروسية ذات القدرات الأعلى مثل MiG-31BM وSu-57.
تعرضت فرص تصدير Rafale لمزيد من التدهور بعد أول اختبار قتالي لها في مايو، حيث تسببت في خسائر خلال اشتباكات مع مقاتلات J-10C الصينية.


