الإثنين 17 نوفمبر 2025
spot_img

ألمانيا وفرنسا تخفضان مشروع الدفاع الجوي بـ100 مليار يورو

spot_img

تسعى ألمانيا وفرنسا إلى تقليص نطاق مشروعهما الدفاعي الجوي الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو (حوالي 116 مليار دولار)، من خلال التخلي عن خطط بناء مقاتلة مشتركة والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير نظام قيادة وتحكم يعرف بـ”السحابة القتالية”.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز“, حيث أشار إلى أن برلين وباريس تسابقان الزمن لإنقاذ مشروع “نظام القتال الجوي المستقبلي” (FCAS)، الذي يواجه أزمة بسبب الخلافات بين شركتي “إيرباص” و”داسو للطيران” حول تصميم مقاتلات الجيل القادم ضمن المشروع.

واقترح مسؤولون إمكانية “حصر التعاون في مشروع السحابة القتالية المشتركة” قبل اجتماعات رفيعة المستوى المقررة هذا الأسبوع.

اجتماعات حاسمة

وأكد المسؤولون أن التخلي عن خطة بناء مقاتلة مشتركة سيمكن البلدين من استمرار التعاون في إطار “السحابة القتالية”، لكنهم أشاروا إلى عدم اتخاذ قرار رسمي بعد.

وسيتناول وزيرة الدفاع الفرنسية كاترين فوتران مع نظرائها الألمان في باريس، يوم الإثنين المقبل، مستقبل البرنامج، تلتها مناقشات في برلين بين المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اليوم التالي.

نظام السحابة القتالية

تمثل فكرة إنشاء واجهة استخدام تعتمد على الحوسبة السحابية جزءاً أساسياً من “نظام القتال الجوي المستقبلي”، حيث تربط هذه الواجهة المقاتلات وطياريها بأجهزة الاستشعار والرادارات والطائرات المُسيرة، بالإضافة إلى أنظمة القيادة البرية والبحرية.

تسعى “السحابة القتالية” إلى تعزيز قدرات الجيوش الأوروبية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة البيانات بشكل سريع، وذلك في إطار تعاون بين وحدات الدفاع التابعة لـ”إيرباص” في ألمانيا، وشركة “تاليس” الفرنسية، و”إندرا” الإسبانية.

تحول للمشروع?

وقال مسؤول مطلع: “يمكننا التأقلم مع وجود عدة مقاتلات في أوروبا، لكننا نحتاج إلى نظام سحابي واحد لها جميعاً”. وأشار آخر إلى ضرورة ألا يتعرض المشروع للهدم، مؤكداً أهمية “نظام السحابة القتالية”.

يعتزم المسؤولون إعادة تقييم بعض جوانب المشروع، بما في ذلك إمكانية تقليص الجدول الزمني لتحقيق الأهداف إلى عام 2030 بدلاً من 2040. ومن المقرر اتخاذ قرار بشأن بدء العمل على نموذج أولي للمقاتلة بحلول نهاية العام الجاري.

أزمة تواصل

في وقت سابق، أشار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى استمرار النقاشات بشأن مستقبل المشروع. فيما يتمسك البعض بموقفهم من خلافات طويلة الأمد بين “إيرباص” و”داسو”، التي أُسيّست الطائرات الفرنسية “رافال”.

بعد أن طلبت “داسو” الحصول على نسبة أكبر من أعمال التصنيع، تفكر ألمانيا في استبدال فرنسا ببريطانيا أو السويد. في المقابل، أكد الرئيس التنفيذي لـ”داسو” إريك ترابيي أن شركته قادرة على إتمام المشروع بمفردها.

مخاوف وثقة

على الرغم من النزاعات المستمرة بين “داسو” و”إيرباص” حول تقسيم العمل، إلا أن كلاً من الشركتين تدركان أن الفشل في إتمام المشروع قد يعيق جهود الاتحاد الأوروبي لتوسيع التعاون الدفاعي، خصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جانب آخر، أكد ميرتس على ضرورة احترام “داسو” للاتفاق الأصلي. ورغم تخوف باريس من تأخير المشروع الذي قد يؤثر على قدرتها النووية، يبقى هناك تباين في وجهات النظر بين المسؤولين.

تسعى ألمانيا، التي عززت ميزانيتها الدفاعية، إلى تأكيد استقلاليتها، حيث أبدى بعض المسؤولين تشبثهم بخيارات بديلة إذا اقتضت الحاجة، كما أشار توماس بريتزل، رئيس مجلس أعمال “إيرباص للدفاع والفضاء” إلى ضرورة إنهاء الشراكة المعقدة بين “إيرباص” و”داسو” دون الإضرار بالعلاقات الثنائية.

وفي الختام، أكد مسؤول حكومي على أهمية العلاقات بين باريس وبرلين، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بالشركات وليس بالحكومات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك