الإثنين 17 نوفمبر 2025
spot_img

ليف: السعودية وأميركا شريكان حاسمان لاستقرار الشرق الأوسط

spot_img

في حوار حصري، سلطت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى سابقًا، الضوء على أهمية المحادثات المرتقبة بين الرئيس دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكدة أن العلاقات بين واشنطن والرياض ضرورية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

زيارة مفصلية للولي

أكدت ليف على أهمية الزيارة الثانية للأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيرة إلى أن التشاور الوثيق بين الولايات المتحدة وقادة المنطقة، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي، أمر بالغ الأهمية.

وأوضحت ليف أن التغييرات التي تشهدها المنطقة تتضمن “السحق الكبير لحزب الله”، مما يتيح فرصة لتعزيز سيادة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى التطورات المتسارعة في سوريا والعراق، والتحديات التي تواجهها إيران، والأوضاع في غزة، مشددة على ضرورة التوصل إلى اتفاقات بشأنها لتمهيد الطريق نحو قيام دولة فلسطينية.

السعودية: ديناميكية وتفكير مستقبلي

في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والجيوسياسية التي يشهدها العالم والمنطقة، أكدت ليف أن الولايات المتحدة ملتزمة بقوة في الشرق الأوسط، ليس فقط عسكريًا بل دبلوماسيًا وتجاريًا، مشيرة إلى أن السعودية تعد من أكثر الدول ديناميكية في المنطقة بفضل تفكيرها المستقبلي واعتمادها على الذكاء الاصطناعي في خططها التنموية.

وشددت ليف على الدور القيادي الذي اضطلعت به السعودية تاريخيًا، مؤكدة أن العلاقات الأميركية السعودية حاسمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومساعدتها على الانطلاق نحو مستقبل أفضل بفضل مواردها وشبابها وموقعها الاستراتيجي، وأن الأمن لا يزال جزءًا أساسيًا من العلاقة بين البلدين.

رؤية 2030: تحول جذري

أشارت ليف إلى أن “رؤية 2030” تمثل “ثورة اجتماعية واقتصادية” تهدف إلى تحديث الاقتصاد والمجتمع السعودي، والانتقال من الاعتماد على النفط إلى تنويع مصادر الدخل، متوقعة أن تشمل أجندة الزيارة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل القضايا الجيوسياسية والتجارية.

خطة إصلاح شاملة

أكدت ليف أن “رؤية 2030” هي خطة استراتيجية لإصلاح شامل للمملكة، تهدف إلى الارتقاء بها إلى مستوى القرن الحادي والعشرين في كل المجالات، ومنح الاقتصاد قاعدة متينة تقوم على قطاعات متنوعة، مثل الطاقة النووية المدنية والتكنولوجيا والسياحة والخدمات اللوجستية، مما يهيئ المملكة لمستقبل مزدهر.

وأوضحت أن الرئيس ترمب يرى المنطقة من خلال قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية، وهذا عامل استقرار مهم، مشيرة إلى ضرورة مناقشة قضايا سوريا ولبنان وغزة والقضية الفلسطينية، وأن أولويات الجانبين تشمل التنمية الاقتصادية السليمة، بالإضافة إلى القضايا السياسية.

التحالفات الإقليمية

أشارت ليف إلى أن الولايات المتحدة، على الرغم من قوتها، تعتقد أنها تكون أكثر فاعلية عندما تتحالف مع قادة إقليميين رئيسيين، مثل السعودية، مشيرة إلى أن هناك قضيتين لم تُحلا بعد، وهما الملف الإيراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الملف النووي الإيراني

ترى ليف أن الملف النووي الإيراني لم تتم معالجته بشكل كامل، وأنه يجب إجراء مفاوضات دبلوماسية دقيقة، واتفاق يتضمن تفتيشًا ورقابة صارمة لضمان عدم وجود بعد عسكري للبرنامج النووي، متسائلة عما إذا كانت إيران ستتخلى عن دورها المزعزع للاستقرار الذي لعبته منذ عام 1979.

وأكدت أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل أضعفت إيران، وأن ما يسمى بـ “محور المقاومة” تضرر بشدة، بالإضافة إلى تضرر ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية، مشيرة إلى أن مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني لا يزال مجهولاً.

الدولة الفلسطينية أولاً

شددت ليف على أهمية السعي نحو إقامة دولة فلسطينية، معتبرة أن هناك تركيزًا كبيرًا على غزة حيث يعيش مليونا شخص في ظروف صعبة، مشيرة إلى ضرورة تحديد كيفية بناء هياكل الحكم والأمن، وتمهيد الطريق نحو الدولة الفلسطينية، مؤكدة أنه بدون ذلك، ستشهد المنطقة المزيد من المآسي.

وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين وضعوا شرطًا واضحًا للتطبيع مع إسرائيل، وهو تحديد مسار زمني وذي مصداقية نحو الدولة الفلسطينية، وأن السعودية ستواصل الدفاع عن الفلسطينيين، وستحرص على ألا يتجاوز التطبيع أو إعادة إعمار غزة الفلسطينيين.

تفاصيل خطة غزة

وصفت باربرا ليف خطة ترمب لغزة بأنها “خطوط عريضة”، مشيرة إلى أن التفاصيل الدقيقة ستتضمن قرارات سياسية صعبة من جميع الأطراف المعنية، وحذرت من أن الأمر سيكون معقدًا للغاية، ويتطلب اتخاذ قرارات سريعة بشأن أساسيات الحكم.

اليمن: أزمة إنسانية

أكدت ليف أن الأزمة التي أوجدها الحوثيون في اليمن تمثل “مأساة عميقة للشعب اليمني”، وأن السعودية تعرضت لهجمات من هذه الجماعة المدعومة من إيران، معتبرة أن ذلك “نوع من السخرية” لأن هجماتهم لم يكن لها أي تأثير على الفلسطينيين، بل أثرت سلبًا على دول أخرى، وأن الحل ليس سهلاً، لا عسكريًا ولا سياسيًا.

إصلاحات لبنان ومكافحة الفساد

أشارت ليف إلى أن لبنان سيكون جزءًا من جدول أعمال الزيارة، وأن القيادة السعودية حذرة بشأن التدخل مجددًا قبل أن تقوم القيادة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وإحراز تقدم في قضايا الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد، معربة عن اعتقادها بأن الرئيس ترمب سيدفع باتجاه مشاركة سعودية أكبر لإنعاش لبنان.

السودان: جهود متجددة

أكدت ليف أن قضية السودان “مُلحة للغاية”، مشيرة إلى ضرورة بذل جهود متجددة لجمع السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة حول طاولة المفاوضات للتوصل إلى مسار مشترك لإنهاء الحرب في السودان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك