اليمن يواجه طقساً قارساً بالتزامن مع ازدياد الاحتياجات الإنسانية، وسط تحذيرات من موجة برد قاسية تهدد حياة النازحين. تتصاعد المخاوف مع توقعات بانخفاض حاد في درجات الحرارة، ما يستدعي توفير دعم عاجل لمئات الآلاف من المتضررين.
تحذيرات من موجة برد
خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون أن تشهد البلاد موجة برد شديدة، خاصة في المناطق المرتفعة، ما يؤثر سلباً على صحة الأطفال وكبار السن والمحاصيل الزراعية. تشتد قسوة البرد خلال الليل والصباح الباكر في المحافظات الشمالية، بينما تكون أقل حدة في الجنوب والجنوب الغربي والشمال الشرقي.
رجّح خبراء أن تكون محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء الأكثر عرضة لهذه الموجة الباردة، تليها المناطق المرتفعة في إبّ وتعز ولحج والضالع، بالإضافة إلى الأجزاء الغربية من محافظة الجوف.
المحافظات الشرقية والغربية والشمالية الغربية لن تكون بمنأى عن تأثيرات البرد، وإن كانت بدرجة أقل، ما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر والمزروعات.
معاناة النازحين تتفاقم
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب حذرت من تفاقم معاناة النازحين مع اقتراب فصل الشتاء، ودعت إلى تحرك عاجل من الشركاء والجهات المانحة لتقديم المساعدات الشتوية الضرورية.
تقارير ميدانية كشفت عن أوضاع مأساوية للأطفال والنساء وكبار السن في المخيمات، حيث يعيشون في خيام مهترئة دون أغطية كافية أو وسائل تدفئة، مما يزيد من خطر تعرضهم للبرد القارس.
تأخير الاستجابة يهدد حياة الفئات الهشة ويضاعف معاناتها، مع التذكير بحوادث وفاة سابقة بسبب مضاعفات البرد ونقص الدعم.
نداء لتوفير التمويل العاجل
“كتلة المأوى” وجهت نداءً عاجلاً لتوفير تمويل بقيمة 7 ملايين دولار لتأمين احتياجات الشتاء لنحو 217 ألف شخص من النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة في اليمن.
غياب الاستجابة الإنسانية يعرض عشرات الآلاف لمخاطر البرد القارس، خاصة في 45 موقعاً موزعة على 12 محافظة، حيث الظروف المعيشية الصعبة تحد من القدرة على شراء المستلزمات الشتوية.
تحليل حديث لـ”الكتلة” يشير إلى أن نحو 642 ألف نازح يحتاجون إلى مساعدة شتوية عاجلة، من بينهم 563 ألفاً معرضون لخطر درجات التجمد.
فجوة تمويلية خطيرة
التمويل المتوفر حالياً لا يغطي سوى 5% من الاحتياجات المطلوبة، ما يترك فجوة تمويلية كبيرة بنسبة 95%، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية.
استراتيجية “الكتلة” لمواجهة الأزمة تتضمن إصلاح المآوي وتوزيع “حزمة شتوية” من البطانيات والملابس الدافئة، مع إمكانية تقديم المساعدة النقدية حسب تقييم الأسواق المحلية.
توفير التمويل اللازم يعتبر ضرورة ملحة لضمان سلامة نحو 31 ألف عائلة تعيش في بيئات شديدة البرودة ومنحهم الحد الأدنى من الأمان والدفء.
تدهور الأمن الغذائي
مبادرة تصنيف المراحل المتكاملة للأمن الغذائي (IPC) تتوقع ارتفاع عدد اليمنيين الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي إلى 18.1 مليون شخص خلال الفترة من أكتوبر الماضي وحتى فبراير المقبل.
المبادرة تحذر من أن نحو 41 ألف شخص قد يدخلون مرحلة الكارثة، وأكثر من 5.5 مليون شخص في مرحلة الطوارئ، في حين سيقع نحو 12.574 مليون شخص في مرحلة الأزمة.
من دون تدخل سريع، تخشى المبادرة من انهيار كامل لسبل المعيشة، محددة العوامل المحرّكة للأزمة بالصراع المستمر، والضائقة الاقتصادية، والصدمات المناخية، وانخفاض المساعدات الإنسانية.


