في تحرك مكثف لدعم الاستقرار في قطاع غزة، أكدت مصر على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان التنفيذ الفعال لخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار. وتأتي هذه الجهود في ظل مساعي تثبيت اتفاق إنهاء الحرب في القطاع.
تحركات دبلوماسية مكثفة
يجري وزير الخارجية المصري سلسلة اتصالات ولقاءات مع مسؤولين دوليين رفيعي المستوى، من بينهم نائب الرئيس الفلسطيني، لبحث ترتيبات عقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة.
تتناول المباحثات أيضاً المشاورات الجارية بشأن قرار مجلس الأمن المتعلق بالترتيبات الأمنية في قطاع غزة، بما يضمن تهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
تثبيت السلام في غزة
أكد وزير الخارجية المصري ونائب الرئيس الفلسطيني على أهمية أن يُسهم قرار مجلس الأمن في تثبيت إنهاء الحرب، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
شدد الوزير المصري خلال محادثات مع وزير العدل والشرطة السويسري على جهود بلاده لتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وتنفيذ بنوده بالكامل لضمان وقف إطلاق النار بشكل دائم وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع.
اتفاق شرم الشيخ للسلام
كان قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر قد وقعوا في شرم الشيخ وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وذلك بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحركة “حماس”.
مؤتمر إعادة الإعمار
أكد وزير الخارجية المصري ونائب الرئيس الفلسطيني على أهمية الدعم الإقليمي والدولي لضمان التنفيذ الفعال لخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن استضافة بلاده في شهر نوفمبر الجاري لمؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة المتضرر من الحرب.
خطة ترمب للسلام
وفقاً لخبراء، تعمل القاهرة على تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب، بالتزامن مع تهيئة المناخ لبدء خطة الإعمار في قطاع غزة.
تراهن مصر على حشد حضور دولي وإقليمي واسع، بما في ذلك جهات ومنظمات مانحة، لضمان تحقيق نتائج إيجابية في مؤتمر إعادة الإعمار، وتوفير مصادر التمويل اللازمة.
عراقيل إسرائيلية محتملة
يُعتقد أن الاتصالات المصرية تهدف إلى مواجهة أي عراقيل إسرائيلية محتملة لتعطيل تنفيذ خطة ترمب في غزة، وتعزيز فرص الاستجابة الإنسانية للفلسطينيين.
تُشير التقديرات إلى أن عملية إعمار غزة تتطلب نحو 70 مليار دولار، وهو ما يستدعي تضافر جهود المنظمات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى الشراكة العربية والدولية لتوفير التمويل الكافي.
نزع سلاح حماس
يُرى أن القاهرة تعوّل على مجموعة من التحركات، من بينها قرار مجلس الأمن الدولي، وبدء تمكين لجنة الإسناد الدولية لإدارة قطاع غزة، والتنسيق العربي، من أجل بدء عملية إعادة الإعمار.
ويشدد خبراء على أهمية أن تترافق عملية نزع سلاح حركة “حماس” مع بدء مشروع الإعمار وانسحاب إسرائيل من المناطق التي تحتلها في القطاع.


