واشنطن تتدارس خيارات عسكرية في فنزويلا وسط تصاعد التوتر الإقليمي. تقارير إعلامية أمريكية تكشف عن نقاشات متقدمة داخل البيت الأبيض حول تدخل عسكري محتمل، بالتزامن مع تزايد الوجود العسكري الأمريكي في الكاريبي.
خيارات عسكرية محتملة
اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض ضمت مسؤولين كبار، بينهم وزير الحرب ورئيس هيئة الأركان، لمناقشة “خيارات العمل العسكري”. مصادر مطلعة تشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ قراره النهائي بعد.
التحرك العسكري المحتمل يمثل تحولًا جذريًا في سياسة ترامب، وقد يتسبب في تداعيات سياسية واسعة. يأتي ذلك بعد عمليات عسكرية مثيرة للجدل في الكاريبي، أسفرت عن ضحايا وأثارت انتقادات حقوقية.
تصعيد عسكري في الكاريبي
المنطقة تشهد أكبر حشد عسكري أمريكي منذ عام 1989، مع انتشار حاملة الطائرات “جيرالد فورد” وعدد كبير من السفن الحربية. طيارون أمريكيون يدرسون منظومات الدفاع الجوي الفنزويلية.
كاراكاس تعلن حالة التأهب القصوى، وتعبئ 200 ألف عنصر من قواتها المسلحة. هذا التصعيد يزيد من خطر الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.
“أسلحة كيميائية” و الفنتانيل
واشنطن تقيّم دور قوات العمليات الخاصة في أي عملية محتملة، للقيام بـ “اعتقالات أو تحييد أهداف عالية القيمة”.
مذكرة قانونية سرية تربط مادة الفنتانيل بتهديد “أسلحة كيميائية” لتبرير استخدام القوة ضد تجار المخدرات. هذا الربط أثار استغرابًا واسعًا، خاصة وأن فنزويلا ليست منتجًا أو معبرًا رئيسيًا للفنتانيل.
تبريرات قانونية مثيرة للجدل
الإدارة الأمريكية تصنف “الكارتيلات” كـ “منظمات إرهابية أجنبية” لتبرير الهجمات البحرية. كما تستند إلى مبدأ “الدفاع الجماعي” لحماية دول مثل كولومبيا والمكسيك.
خبراء قانونيون ينتقدون هذه الحجج، ويصفونها بأنها “توسع غير مسبوق” في قوانين مكافحة الإرهاب. سيناتور ديمقراطي يعتبر المذكرة “محاولة لإيجاد مبررات قانونية بعد اتخاذ القرار بالفعل”.
معارضة داخلية متزايدة
توتر بين الكونغرس والبنتاغون، حيث يؤكد أعضاء في لجان القوات المسلحة أنهم تلقوا تأكيدات بعدم وجود خطط لعمليات داخل فنزويلا.
استطلاعات رأي تكشف عن معارضة شعبية واسعة للعمليات العسكرية الأمريكية، وتدخل محدود لإطاحة الرئيس مادورو.
تباين جمهوري حيال التدخل
الحماسة للعمليات العسكرية تبدو متباينة حتى داخل الحزب الجمهوري. سيناتور جمهوري يعرب عن “قلقه الشديد من الافتراضات التي تبني عليها الإدارة قراراتها”.
المزاج العام يميل إلى “تقليل التورط العسكري الأمريكي في الخارج”.
تحفظات إقليمية من العمليات
العمليات الأمريكية تسببت في توتر العلاقات مع أقرب الحلفاء. كولومبيا أعلنت وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية قبل التراجع.
المكسيك تعترض على ضرب قارب على مقربة من سواحلها، وتؤكد أنها لن تسمح بهذه الهجمات.
رسائل متضاربة من كاراكاس
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوجه رسالة “سلام” إلى واشنطن، لكنه يرفع مستوى التعبئة العسكرية. يعتبر مادورو أن بلاده “مستهدفة بحملة أكاذيب” لتبرير التدخل الخارجي.
غموض استراتيجي مستمر
الرئيس ترامب يلتزم بسياسة “الغموض الاستراتيجي”. تصريحات مقتضبة تشير إلى احتمال اتخاذ القرار قريبًا، لكنها تتجنب الالتزام بخطوة محددة.
محللون يرون أن التصعيد العسكري يهدف إلى محاصرة مادورو سياسيًا وإقليميًا، في حين يشكك آخرون في قدرة هذه العمليات على زعزعة النظام.