وسط تصاعد حدة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، طالب مسؤول أممي بتحرك فوري لمنع كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر، بينما فُجع القطاع الصحي بوفاة طبيب في ظروف غامضة بالضعين، وسط مطالبات بتوفير الحماية للعاملين في المجال.
دعوة للتحرك العاجل
أعرب كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، عن غضبه إزاء الفظائع المرتكبة في الفاشر، ودعا إلى إنهاء الحصار المفروض عليها بشكل فوري، مؤكداً أن ذلك ضروري للتصدي لخطر المجاعة الذي يهدد السكان.
وشدد سكاو، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مسؤولي العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار مأساة الفاشر في مناطق أخرى من السودان.
إدانة أممية للعنف
أدانت الأمم المتحدة بشدة تصاعد العنف والفظائع التي ترتكبها “قوات الدعم السريع” والقوات المتعاونة معها في الفاشر ومحيطها.
وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بضرورة تحديد المسؤولين عن الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في الفاشر، وذلك من خلال بعثة تقصي الحقائق.
وفاة طبيب تثير القلق
أعلنت شبكة أطباء السودان عن وفاة يوسف إبراهيم زكريا، اختصاصي الجراحة العامة في مستشفى الضعين، في ظروف غامضة داخل المدينة.
مخاطر تهدد الكوادر الطبية
أكدت الشبكة أن الحادثة تعكس حجم المخاطر التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي في المناطق التي تشهد انفلاتاً أمنياً، مشيرة إلى أن الفقيد سبق أن تعرض للاعتقال والضرب على يد أحد أفراد “الدعم السريع” قبل عام.
وشددت الشبكة على أن وفاة الطبيب يوسف زكريا تمثل ضربة موجعة للمنظومة الصحية، وتطرح تساؤلات حول سلامة الأطباء والعاملين في بيئة تفتقر لأبسط معايير الحماية، مؤكدة أن هذه الحادثة لا يمكن فصلها عن سلسلة الانتهاكات التي تعرض لها الكادر الصحي في مناطق سيطرة “الدعم السريع”.
مطالبات بالتحقيق والحماية
طالبت شبكة أطباء السودان بفتح تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن ملابسات الوفاة، ودعت المنظمات الدولية والحقوقية إلى مراقبة الوضع الصحي في تلك المناطق والضغط لمنع أي شكل من أشكال الترهيب أو الاستهداف للعاملين في القطاع الطبي.
وجددت الشبكة دعوتها العاجلة لتوفير آليات فعالة لحماية الأطباء والعاملين الصحيين، وضمان عدم تعرضهم للاعتقال أو العنف أو الابتزاز في أثناء أداء واجبهم الإنساني.
الضعين.. نقطة وصل استراتيجية
تعتبر الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، وتقع في ملتقى طرق بين ولايات دارفور والعاصمة الخرطوم، وبين ولايات كردفان في وسط السودان، ما يمنحها موقعاً استراتيجياً.


