السبت 15 نوفمبر 2025
spot_img

الجيش الليبي وقوات تشاد تشكلان قوة مشتركة لحماية الحدود

spot_img

في خطوة لتعزيز الأمن القومي ومواجهة التحديات العابرة للحدود، شكّل “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر “قوة مشتركة” مع تشاد لتأمين الشريط الحدودي الجنوبي الممتد على مسافة تقارب 1050 كيلومتراً. يهدف هذا التعاون العسكري إلى حماية الحدود من الجماعات المسلحة والمهربين، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

تأمين الحدود الليبية التشادية

يأتي هذا التطور الأمني في ظل الصراعات المستمرة في الجنوب الليبي، الذي يعتبر منطقة عبور للجماعات المتمردة من دول الجوار الأفريقي. وقد شهدت المنطقة تصاعدًا في عمليات “اختراق الحدود” من قبل هذه الجماعات، مما استدعى تحركًا عسكريًا من “الجيش الوطني”.

وفي بداية شهر أغسطس الماضي، أطلقت رئاسة أركان القوات البرية التابعة لـ”الجيش الوطني” خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي، تضمنت سلسلة من العمليات العسكرية.

السيطرة على منجم الذهب

وفي إحدى هذه العمليات، سيطرت قوات تابعة لـ”اللواء 128 معزز” بقيادة اللواء حسن الزادمة على “منجم للذهب” في منطقة جبال كلنجة الحدودية. وأكدت مصادر عسكرية لـ”الشرق الأوسط” أن “عصابات تشادية كانت تسيطر عليه طوال السنوات الماضية”.

وتهدف هذه العمليات إلى القضاء على “الجماعات الإرهابية” والعصابات العابرة للحدود، بالإضافة إلى مكافحة الهجرة غير النظامية التي تشكل تحديًا أمنيًا واقتصاديًا كبيرًا.

القوة المشتركة الليبية التشادية

أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ”الجيش الوطني” عن تشكيل “قوة مشتركة بين القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية والجيش التشادي، بهدف تأمين الحدود المشتركة من العصابات المارقة وقطاع الطرق والمهربين”.

ووجه نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق صدام حفتر، رئاسة أركان القوات البرية لتكليف الدوريات الصحراوية التابعة لـ”كتيبة سبل السلام” بتنفيذ المهام الميدانية ضمن القوة المشتركة.

صراع الذهب غير الشرعي

تشهد الحدود الليبية التشادية صراعًا داميًا على خلفية عمليات التنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

وقد تمكن صدام حفتر من فتح قنوات اتصال وتعاون مع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، من خلال زيارات متعددة إلى العاصمة التشادية إنجامينا.

التعاون الأمني الليبي التشادي

تناولت المباحثات بين الجانبين ملفات التعاون الأمني، وفتح المعابر الحدودية، ومعضلة “تدفقات المتمردين التشاديين” إلى الحدود الليبية.

وفي شهر يوليو الماضي، نفذت قوات من “الجيش الوطني” عمليات انتشار في جبال تيبستي الحدودية، مما أسفر عن وقوع اشتباكات وخسائر في الأرواح من الجانبين.

اتهامات متبادلة ونفي

نفت المعارضة التشادية أي تورط لها في الاشتباكات مع “الجيش الوطني”، مؤكدة أن عناصرها لا تنشط داخل الحدود الليبية.

وتعتبر الحدود الليبية المشتركة مع تشاد نقطة انطلاق للمتمردين الذين يشنون عمليات في الداخل التشادي.

زيارة إلى مدينة أمساعد

في سياق منفصل، زار صدام حفتر مدينة أمساعد، بتكليف من النائب العام، وذلك “للوقوف على الأوضاع المعيشية ومتابعة احتياجات المواطنين”.

وأكد حفتر أن “المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع عملاً استثنائياً وجهداً مضاعفاً لتجاوز ما يرهق المواطن”.

مشاريع التنمية والإعمار

أشار صدام حفتر إلى أن “انطلاقة القيادة العامة في مشاريع البناء والإعمار لن تكون محصورة في مدينة بعينها، بل ستشمل كل المدن والقرى الليبية، إيماناً بحق الجميع في التنمية والعمران”.

وتأتي زيارة أمساعد في أعقاب جولات مماثلة قام بها حفتر خلال الأسابيع الماضية إلى مناطق الجنوب الليبي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك