الجيش الأميركي يسعى لنشر نظام اعتراضي ضد المسيّرات

تقدم الجيش الأميركي خطوة جديدة نحو تعزيز قدراته الدفاعية ضد الطائرات المسيّرة، من خلال تقييم منظومة الاعتراض Anvil التي طورتها شركة Anduril Industries، بالتعاون مع منصة الإطلاق المتكاملة Launch Box، وذلك خلال تدريبات أجريت مؤخرًا في قاعدة مينوت الجوية.

قدرات النظام الجديد

تتميز المنظومة بقدرتها على الاستجابة الذاتية لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة الصغيرة. يمكن إطلاقها من صندوق أرضي محصن وتوجيهها تلقائيًا نحو الأهداف المعادية، كما أشار مسؤولون من الشركة وفقًا لموقع Defense Blog.

وفقًا لشركة Anduril، يتمتع النظام بدعم نظام التشغيل Lattice OS، الذي يتيح لحركة Anvil التنقل الذاتي لاستهداف التهديدات المتوقعة، وتقديم ردود فعل بصرية مباشرة تساعد المشغل البشري في التعرف الإيجابي على الهدف.

وتؤكد الشركة أن النسخة غير الحركية من النظام تستطيع “رصد التهديدات المحتملة من الطائرات المسيّرة والتصدي لها عند تلقي أوامر من المشغل”، وذلك بتقليل التهديد من خلال تأثير جانبي منخفض. بينما النسخة المعروفة باسم Anvil-M تحمل ذخيرة شديدة الانفجار لتصدي الأهداف الأكثر تحديًا.

تقييم الأداء العملي

الحزمة التي تم تقييمها في قاعدة مينوت تتضمن “صندوق إطلاق Anvil” المحمول، والذي يُعتبر محطة أرضية متكاملة مخصصة لتخزين وإطلاق الصاروخ الاعتراضي بسرعة. ويتميز صندوق الإطلاق بالقدرة على استيعاب اثنين من المعترضين مع وحدة تحكم بيئية لضمان الجاهزية التشغيلية.

نظام Anvil مصمم لتحقيق استهداف دقيق وتقليل الأضرار الجانبية للتهديدات ضمن المجموعة 1 و2، مع تطوير نسخ تستهدف الأهداف الأسرع والأكثر قيمة. ويبلغ وزن الصاروخ الاعتراضي حوالي 11.6 رطلاً، في حين يصل وزن نظام النقل إلى نحو 253 رطلاً.

خلال التمرين، قامت القوات بتشغيل منصة الإطلاق والصواريخ الاعتراضية عبر تسلسلات كشف وتحديد واشتباك، محاكية للاحتياجات العملياتية الفعلية في المواقع الثابتة أو شبه الثابتة.

ركز التقييم على سرعة الاستجابة، والتكامل مع أنظمة القيادة والسيطرة، وإجراءات اتخاذ القرار عبر التوجيه الآلي والملاحة الذاتية، مع تفويض نهائي من العنصر البشري لتنفيذ الضربة.

استراتيجيات مواجهة التهديدات

تعتبر الأنظمة المحمولة صغيرة الحجم المضادة للمسيّرات محور اهتمام كبير لدى القادة العسكريين، حيث أن الدفاعات الحالية من الرادارات بعيدة المدى والصواريخ الحركية ليست مثالية لمواجهة التهديدات القريبة ومنخفضة الارتفاع. ويمكن أن توفر الأنظمة سريعة الانتشار، والتي يديرها فريق محدود، حلاً لهذه الفجوات.

تُعتبر الاختبارات مثل التي أجريت في مينوت جزءًا من تحول أوسع نطاقًا نحو نشر أدوات متعددة الطبقات لمكافحة الطائرات المسيّرة، بدءًا من الكشف السلبي وصولًا إلى التصدي الفعال عند الحاجة.

كما تشير Anduril إلى أن صندوق إطلاق Anvil يتمتع بخصائص دائمة وسهلة النقل، وهو ما يعكس اهتمام البنتاجون بالأنظمة القابلة للنشر المسبق دون الحاجة إلى لوجستيات معقدة. أصبحت الطائرات المسيّرة مصدر تهديد يومي للقوات الأميركية ومنشآتها الحيوية.

تُسهم الصواريخ الاعتراضية الأسرع والأقل تكلفة في إعادة تقييم استراتيجيات حماية المطارات وحقول الصواريخ ومراكز اللوجستية من هجمات أسراب الطائرات المسيّرة. إذا نجح مفهوم “السندان” في إثبات موثوقيته، فإنه قد يمنح القادة أداة جديدة لتعزيز العمليات وتقليل المخاطر.