الأربعاء 12 نوفمبر 2025
spot_img

انتقادات لبنانية لتصريحات قاسم: سلاح الحزب يهدد الداخل لا إسرائيل

spot_img

وسط تصاعد الضغوط على “حزب الله”، أثارت تصريحات أمينه العام نعيم قاسم الأخيرة جدلاً واسعاً في الأوساط اللبنانية، حيث اعتبرها البعض “طمأنة لإسرائيل” وتهديداً للحكومة اللبنانية، وذلك بإصراره على الاحتفاظ بسلاح الحزب ورفض أي قرارات قد تحد من نفوذه.

تصريحات مثيرة للجدل

في خطابه، أكد قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار يقتصر على جنوب الليطاني، مطالباً إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان وإطلاق سراح الأسرى، مؤكداً في الوقت ذاته أنه “لا خطر على المستوطنات الشمالية”. هذه التصريحات قوبلت بانتقادات، حيث اعتبرها البعض تقويضاً لجهود المسؤولين اللبنانيين للتفاوض مع إسرائيل قبل تطبيق اتفاق تشرين الثاني.

تساؤلات حول الدوافع

مصادر وزارية مقربة من الرئاسة اللبنانية، وفي تصريح لـ”الشرق الأوسط”، تساءلت عما إذا كانت تصريحات قاسم تعكس “إرباكاً وتخبطاً”. وأضافت المصادر “عندما يقول بأن لا خوف على مستوطنات الشمال يعني أنه لا يريد أن يردّ على الانتهاكات الإسرائيلية، وبالتالي يطرح هنا السؤال المنطقي: لماذا لا يريدون القبول بمبادرة رئيس الجمهورية للتفاوض وإنهاء هذا الواقع على الحدود الجنوبية؟”

مبادرة رئاسية معطلة

المصادر الوزارية أكدت أن الأجدر هو “طمأنة أهالي هذه القرى التي تعيش يومياً على وقع التهديدات الإسرائيلية وتأمين الاستقرار لهم عبر التفاوض وانتشار الجيش اللبناني؟”. وتطرقت المصادر إلى نقطة حساسة، متسائلة “لماذا يريد الحزب الاحتفاظ بسلاحه شمال الليطاني، وأين سيستخدمه؟”.

تناقضات في الخطاب

على الرغم من تأكيد قاسم على أن “استمرار العدوان لا يمكن أن يستمر، فلكل شيء حد”، إلا أن هذا التصريح يتعارض مع الرسائل الأخرى التي تضمنها خطابه.

مطالبة الحكومة بالتحرك

وفي سياق متصل، طالب قاسم الحكومة بـ”أن تتصرف على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن الإعمار والبناء”، معتبراً أن “ليس دور الحكومة اللبنانية أن تستمع إلى الإملاءات الأميركية وتبدأ بتنفيذها”.

رفض الإملاءات الخارجية

المصادر الوزارية ردت على هذا الكلام بالتأكيد على أن “دور الحكومة أن تتخذ القرارات وعلى الأطراف المعنية تنفيذها، ولا سيما الطرف الذي أدخل لبنان في حرب الإسناد من دون العودة إلى الدولة اللبنانية”. هذا يأتي في ظل إبداء رئيس الجمهورية استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، في حين يرفض “حزب الله” أن “يُستدرج” لبنان إلى هذا التفاوض.

التمسك بالسلاح

وجدد قاسم التأكيد على أن “لن نتخلّى عن سلاحنا الذي يعطينا هذه العزيمة وهذه القوة، ويمكّنُنا من الدفاع”.

خطة السيادة الوطنية

وانتقد قاسم الحكومة، متسائلاً “لماذا لا تضعُ الحكومةُ خطّةً زمنيّةً واضحةً لاستعادة السيادة الوطنيّة وتكليف القوى الأمنيّة بتنفيذها؟ إذا كان الجنوب نازفاً اليوم، فالنزيفُ سيطول كلّ لبنان بسبب أميركا وإسرائيل”.

تطبيق قرارات الحكومة

وردت المصادر الوزارية بالقول: “المشكلة تكمن في أن الحزب وبعد كل ما حصل في الحرب الأخيرة لا يريد أن يطبق قرارات الحكومة التي جاء فيها خطة حصرية السلاح بيد الدولة لاستعادة السيادة”.

“الكتائب”: وظيفة السلاح؟

حزب “الكتائب اللبنانية” أصدر بياناً رداً على قاسم، وتساءل فيه “ما وظيفة هذا السلاح بعد كل ذلك؟ وأين فكرة (مقاومة إسرائيل) إذا كانت أولويته اليوم طمأنتها لا مواجهتها؟”.

تهديدات داخلية

واعتبر “الكتائب” أن “تهديدات (حزب الله) موجّهة إلى (عدوه الداخلي) — الحكومة والدولة اللبنانية — أكثر مما هي موجّهة إلى العدو الإسرائيلي”.

“القوات”: تذكير بالوقائع

من جهته، ردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على خطاب قاسم بالوقائع، مذكراً إياه ببنود القرارات الدولية والاتفاقات التي تؤكد على سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها ونزع سلاح جميع الجماعات المسلحة.

تسليم السلاح للدولة

النائب فؤاد مخزومي دعا “حزب الله” إلى “تسليم السلاح إلى الدولة، رحمةً بلبنان وشعبه من الكوارث المتكرّرة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك