السبت 8 نوفمبر 2025
spot_img

واشنطن تربط مساعدات صحية بمشاركة معلومات عن الجراثيم

spot_img

واشنطن تثير الجدل: مساعدات صحية مشروطة بتبادل معلومات الأمراض المعدية

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، تطالب الولايات المتحدة دولاً بالموافقة على تبادل معلومات مفصلة حول الجراثيم المسببة للأوبئة، وذلك مقابل استئناف المساعدات الحيوية لمكافحة أمراض رئيسية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا، وفقاً لتقارير صحفية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية “أميركا أولاً” التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب في مجال الصحة العالمية، والتي أُعلن عنها في شهر أيلول الماضي.

شروط المساعدات الصحية

تسعى واشنطن لإبرام اتفاقيات مساعدات ثنائية جديدة مع العديد من الدول، بعد انسحابها من الترتيبات السابقة في بداية العام الحالي، وتتضمن هذه الاتفاقيات تمويل برامج لمكافحة أمراض مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة، بالإضافة إلى دعم أنشطة المراقبة وأنظمة المختبرات.

وتشير مسودة مذكرة التفاهم، التي اطلعت عليها مصادر إعلامية، إلى أن الدول الشريكة مطالبة بتحمل مسؤولية تمويل هذه البرامج تدريجياً على مدار خمس سنوات.

تبادل العينات البيولوجية

في المقابل، تُلزم الاتفاقيات الدول بتقديم العينات البيولوجية والتسلسل الجيني لمسببات الأمراض الوبائية إلى الولايات المتحدة في غضون أيام قليلة من اكتشافها، ممّا أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على الجهود العالمية الرامية إلى إبرام اتفاقية جديدة بشأن الاستعداد للأوبئة.

ويرى مراقبون أن هذا الشرط قد يعرقل جهود ضمان وصول الدول بشكل عادل ومنصف إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات الضرورية في حالات الطوارئ الصحية.

مخاوف من هيمنة تجارية

تُشير المذكرة إلى أن اتفاقية كاملة لتبادل العينات، والتي من المقرر أن تكون التزاماً لمدة 25 عاماً، لا تزال قيد الإعداد، وتغيب الإشارة إلى أي فوائد ملموسة قد تحصل عليها الدول مقابل مشاركة المعلومات، مثل ضمان الحصول على الأدوية المطورة.

وقد كان الوصول إلى هذه الفوائد نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات اتفاقية الجائحة، التي تهدف إلى تنظيم الاستجابة العالمية لتفشي الأمراض في المستقبل، حيث تخشى الدول النامية تكرار تجربة جائحة “كوفيد-19″، عندما واجهت صعوبات في الحصول على اللقاحات والأدوية.

تأجيل نظام “Pabs”

تم تأجيل اتخاذ قرار بشأن نظام “الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم المنافع (Pabs)”، الذي يمثل عنصراً أساسياً في الاستجابة للأوبئة، لإجراء مزيد من المفاوضات، ومن المقرر أن يكون هذا النظام ملحقاً بالاتفاقية الرئيسية.

وتُشير مسودة المذكرة إلى أنه من المتوقع أن تعترف الدول بموافقة الجهات التنظيمية الأميركية على الأدوية، خاصة في الحالات التي توجد فيها أسواق محلية كبيرة أو أسباب استراتيجية أخرى.

انتقادات للاتفاقيات الثنائية

أثار الكشف عن مسودة المذكرة الأميركية انتقادات واسعة خلال اجتماع للمجتمع المدني وممثلي الدول في جنيف، حيث يجري بحث نظام “Pabs” المقترح.

وحذر ميشال كازاتشكين، من اللجنة المستقلة للتأهب والاستجابة للأوبئة، من أن هذه الاتفاقيات الثنائية ستضعف النظام متعدد الأطراف، وتتجاوز منظمة الصحة العالمية وأسس التضامن والإنصاف، مؤكداً أن النموذج المقترح لا يقدم أي ضمانات للوصول إلى التدابير المضادة، ويمنح هيمنة تجارية لدولة واحدة، مما يهدد الأمن الصحي والسيادة الوطنية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك