السبت 8 نوفمبر 2025
spot_img

العراق: صراع المناصب العليا يهدد بتعطيل تشكيل الحكومة

spot_img

العراق يترقب صراعاً على السلطة بعد الانتخابات التشريعية المرتقبة

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، يعيش العراق حالة من الترقب الحذر، وسط توقعات بمرحلة ما بعد الانتخابات قد تشهد صراعات حادة على المناصب السيادية، ومخاوف من تكرار سيناريوهات تعطيل تشكيل الحكومة التي شهدتها الدورات السابقة.

تحذيرات من أزمة سياسية

حذر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني من أن المرحلة المقبلة قد تكون “صداعاً سياسياً” للعراق، مؤكداً أن استمرار الخلافات بين بغداد وأربيل سيؤثر سلباً على البلاد بأكملها. وأشار إلى أن الانتخابات تمثل بداية لمرحلة جديدة، لكنه شدد على ضرورة حل الخلافات المزمنة بين المركز والإقليم لتجنب أزمة طويلة الأمد.

صراع على المناصب

يتقاسم العراقيون السلطة منذ عام 2003 على أساس توافق غير مكتوب، لكن هذه المعادلة تواجه اليوم محاولات لتغييرها. وتتمثل هذه المعادلة في توزيع المناصب العليا بين المكونات الرئيسية، حيث يتولى الشيعة رئاسة الوزراء، والكرد رئاسة الجمهورية، والسنة رئاسة البرلمان.

مقترحات بتغيير المعادلة

يطرح رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي فكرة منح العرب السنة رئاسة الجمهورية هذه المرة، مقابل تولي الكرد رئاسة البرلمان، مع بقاء منصب رئيس الوزراء من حصة الشيعة. وفي المقابل، يشهد المعسكر الشيعي انقساماً بين رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، وسلفه نوري المالكي، الذي يسعى للعودة إلى السلطة.

“الثلث المعطل” يلوح في الأفق

لمح المالكي إلى إمكانية استخدام “الثلث المعطل”، وهو أسلوب برلماني يمنح أقلية كبيرة القدرة على تعطيل تشكيل الحكومة، ما يثير مخاوف من فراغ سياسي طويل. ويسعى السوداني إلى تحقيق أغلبية برلمانية عبر تحالفات مع قوى سنية وكردية، بينما يعوّل المالكي على بقاء “الإطار التنسيقي” موحداً خلفه.

مخاوف من فراغ سياسي

تؤكد فصائل شيعية مسلحة أن “الأغلبية الشيعية يجب أن تحكم”، معتبرة أن الشيعة “لم يحكموا سوى بضع سنوات” منذ عام 2003، في إشارة إلى ما يرونه خللاً في توازن السلطة. واحتمالية استخدام “الثلث المعطل” قد تبقي السوداني في موقع رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهو ما يمنحه نفوذاً إضافياً في حال تأخر تشكيل الحكومة الجديدة.

النفوذ الخارجي وتشكيل الحكومة

تلعب القوى الخارجية دوراً مهماً في رسم ملامح الحكومة المقبلة. ويبرز اسم المبعوث الأميركي الجديد إلى العراق، مارك سافايا، في الأوساط السياسية، بينما يبدو أن النفوذ الإيراني تراجع نسبياً مقارنة بما كان عليه في فترة قاسم سليماني.

تكرار سيناريو 2021؟

يخشى مراقبون من أن تؤدي هذه الانقسامات إلى تكرار سيناريو عام 2021، حين استغرقت عملية تشكيل الحكومة أكثر من عام كامل بسبب الخلافات بين الكتل السياسية الكبرى. ومع أن الدستور العراقي يحدد مواعيد واضحة لتكليف رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، فإن غياب العقوبات على التأخير جعل تلك المدد شكلية في التجارب السابقة.

ترقب حذر للمستقبل

مع استمرار الانقسام بين القوى الشيعية والسنية والكردية، إضافة إلى التنافس الأميركي الإيراني المتجدد، يبدو أن “صداع ما بعد الانتخابات” الذي تحدث عنه بارزاني، قد لا يكون مجرد استعارة سياسية، بل قد يكون واقعاً يترقبه العراقيون وجيرانهم على حد سواء.

اقرأ أيضا

اخترنا لك