أشار الخبير العسكري المصري اللواء وائل ربيع إلى أن الوضع الأمني في إسرائيل يشهد “حالة هستيرية غير مسبوقة”، مؤكداً أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تعكس حالة من التوتر والارتباك داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
إعلان منطقة عسكرية مغلقة
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، تحويل الحدود المحاذية لمصر إلى “منطقة عسكرية مغلقة”. جاء ذلك بعد اجتماع طارئ مع قادة الجيش الإسرائيلي، حيث اعتبر كاتس التهريب باستخدام الطائرات المسيرة “تهديدًا أمنيًا” يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي محاولات تهريب أسلحة إلى غزة.
إجراءات منع الدخول
اللواء ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية، فسر أن هذا القرار يمنع دخول أي مدنيين أو إسرائيليين إلى منطقة الحدود الممتدة لمسافة ثلاثة كيلومترات من جنوب قطاع غزة.
وذكر ربيع خلال حديثه مع قناة مصرية محلية أن الإجراء يأتي في ظل تصاعد الأزمات الأمنية الإسرائيلية على عدة جبهات، بما في ذلك لبنان وسوريا وقطاع غزة. تلك الأزمات أدت إلى خسائر بشرية واقتصادية فادحة، مما يضغط على إسرائيل للبحث عن “عدو خارجي” لتشتيت الرأي العام المحلي.
التعقيدات الأمنية في غزة
منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تواجه إسرائيل تحديات أمنية متزايدة. في لبنان، أسفرت الاشتباكات مع حزب الله عن مقتل أكثر من 500 جندي إسرائيلي وتدمير العديد من المرافق العسكرية. على الجبهة السورية، أدت الغارات الإسرائيلية إلى تصعيد التوترات مع إيران، في حين لم تنجح إسرائيل في “القضاء على حماس”، مما أدى إلى أزمة سياسية داخلية مع تزايد الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
التحليل الأمني
قال اللواء ربيع إن “إسرائيل تحاول افتعال أزمة جديدة مع مصر من خلال الادعاءات بوجود عمليات تهريب أسلحة”، وهو ما اعتبره غير دقيق، مؤكداً أن تلك العمليات تحدث داخل إسرائيل. كما أشار إلى وجود “عصابات إسرائيلية” تتورط في تهريب السلاح والمخدرات عبر المناطق الحدودية.
وشدد على أن “حديث إسرائيل عن تهريب سلاح فردي لا يعد تهريبًا عسكريًا أو أمنيًا”، معتبرًا أن تل أبيب تستخدم هذه الاتهامات كوسيلة لتبرير إخفاقاتها الأمنية والسياسية.
معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
يرجع جذور هذا التصعيد إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في كامب ديفيد عام 1978، والتي أدت إلى تشكيل منطقة منزوعة السلاح جزئياً بين البلدين، مع قيود صارمة على نشر القوات العسكرية لضمان الاستقرار.
واختتم اللواء ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تلتزم دائمًا ببنود المعاهدة، وأن أي محاولات من إسرائيل لتشويه هذه الحقيقة ستفشل. وتابع مشيرًا إلى أن “القاهرة ستحافظ على ضبط الحدود بكفاءة عالية رغم التوترات الإقليمية المتصاعدة.”