الخميس 6 نوفمبر 2025
spot_img

ألمانيا: جدل متصاعد حول ترحيل السوريين يثير قلق اللاجئين

spot_img

وسط أجواء مشحونة بالترقب، يتناقش شبان سوريون في برلين، وتحديداً في شارع زوننآليه، المعروف بـ “شارع العرب”، حول احتمالات ترحيلهم إلى سوريا، وسط تصاعد الجدل السياسي والإعلامي في ألمانيا حول هذا الملف.

ترحيل السوريين.. قضية محورية

يشغل موضوع ترحيل السوريين ألمانيا منذ أيام، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول التي أثارت جدلاً واسعاً، عقب زيارته إلى دمشق وتفقده الأضرار في ضاحية حرستا.

فاديفول صرح بأنه لا يتوقع عودة كبيرة للاجئين السوريين من ألمانيا نظراً لحجم الدمار الهائل، لكن تصريحاته قوبلت بانتقادات حادة من داخل حزبه “المسيحي الديمقراطي”.

انتقادات حادة وتصريحات مثيرة

المستشار فريدريش ميرتس كان من أوائل المنتقدين، معتبراً أن تصريحات فاديفول متأثرة باللحظة، ومؤكداً أن سبب منح اللجوء للسوريين قد انتفى بسقوط بشار الأسد، ما يفتح الباب أمام عودتهم للمساهمة في إعادة الإعمار.

ميرتس أعلن أيضاً عن استعداده لدعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة ألمانيا لمناقشة وضع اللاجئين، وسط ترحيب واسع من داخل الحزب المحافظ.

دعم للترحيل وتصنيف “الخطر الأمني”

وزير الداخلية ألكسندر دوربينت يدفع بالاتجاه نفسه، مؤيداً ترحيل السوريين، بمن فيهم المدانون بجرائم وغيرهم، خصوصاً الشبان الذين وصلوا بمفردهم ويمكن تصنيفهم كـ “خطر أمني”.

بالمقابل، يطالب حزب “البديل من أجل ألمانيا” بنزع صفة اللجوء عن جميع السوريين، معتبراً أن الحرب انتهت ولم يعد هناك خطر على العائدين، مستغلين اعتقال لاجئ سوري بتهمة التحضير لعمل إرهابي لتبرير سياستهم.

حملات ترويجية للعودة

أطلق أعضاء في حزب “البديل من أجل ألمانيا” حملات تدعو السوريين للعودة، منها تغريدة لميغيل كلاوس، عضو الحزب في ولاية بادن فورتمبورغ، تحمل صورته وكلاماً باللغتين الألمانية والعربية: “أيها السوريون الأعزاء، حان وقت العودة إلى دياركم، وإعادة بناء وطنكم”.

المستشار وعدد من السياسيين يتبنون سياسة راديكالية في ترحيل السوريين، مع تأكيد ميرتس أن الترحيل لن يطال المندمجين وأصحاب الوظائف والدافعين للضرائب، بينما يسعى وزير الداخلية لعقد اتفاق مع الحكومة السورية لبدء ترحيل المدانين بجرائم.

“عدم المبالاة” أم قلق حقيقي؟

على أرض الواقع، يبدو أن الكثير من السوريين ينتظرون أوراقهم بـ “عدم مبالاة”، معتبرين أنهم يمكنهم العودة لو أجبروا على ذلك، بينما يرى آخرون، خاصة المندمجين في سوق العمل، أن العودة شبه مستحيلة.

ليانا دحدوح، صاحبة مقهى “لوز” في برلين، نموذج لهؤلاء، فهي ترى أن العودة مستحيلة بعد أن تمكنت من تأسيس عمل ناجح، وتتذكر صعوبة الأوضاع المعيشية في سوريا خلال زيارة قصيرة قامت بها بعد سقوط النظام.

صعوبة اتخاذ القرار ومخاطر الزيارة

تتردد قصة ليانا كثيراً بين السوريين في برلين، حيث يصعب عليهم اتخاذ قرار العودة، خاصة مع منع الحكومة الألمانية لحاملي اللجوء من زيارة سوريا، وتخوفهم من خسارة حق اللجوء في حال ثبوت الزيارة.

رغم ذلك، يظل الترحيل إلى سوريا غير ممكن حالياً، باستثناء قرار قضائي في دوسلدورف أجاز ترحيل رجل وابنه لم يرتكبا جرائم، معتبراً أن حياتهما ليست في خطر في دمشق واللاذقية، وأن المساعدات التي تتلقاها سوريا كافية لضمان عدم تعرضهما للإفقار.

أرقام وحقائق حول اللاجئين السوريين

بحسب وزارة الداخلية الألمانية، صدرت أوامر ترحيل بحق 920 سورياً من أصل أكثر من 950 ألفاً دخلوا البلاد منذ العام 2015، ويعتمد نحو 480 ألفاً منهم على الإعانات الاجتماعية، بينما دخل سوق العمل 300 ألف، وتجنس منهم قرابة الـ 150 ألفاً.

في انتظار اتضاح معالم الاتفاق بين الحكومتين الألمانية والسورية، يبقى موضوع الترحيل إلى سوريا محور نقاش السوريين في “شارع العرب” في برلين، وسط مخاوف متزايدة وقلق مستمر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك