صنعاء تشهد تفاقمًا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية، حيث يضطر السكان لبيع أثاث منازلهم لتأمين الغذاء، وسط انتشار أسواق بيع المستعمل في مناطق سيطرة الحوثيين، وفقًا لمصادر محلية.
أسواق الأثاث المستعمل
في حي شعبي بصنعاء، يراقب “أبو عبد الله” بحسرة قطعة سجاد يبيعها بثمن بخس لتوفير الطعام لأسرته، بعد انقطاع الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية.
“الجوع لا يرحم”، يقول “أبو عبد الله”، وهو معلم اضطر لبيع أثاث منزله بعد سنوات من انقطاع المرتبات وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
تدهور الأوضاع
أسواق بيع الأثاث المنزلي المستعمل تنتشر في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، مثل الحديدة وذمار وإب، تعكس عمق الأزمة.
مشاهد بيع الأسر لأثاث منازلها، بما في ذلك الثلاجات وغرف النوم، أصبحت مألوفة في شوارع صنعاء، خاصة في أسواق الرباط والحصبة.
انعكاس الفقر المدقع
تاجر أثاث مستعمل في صنعاء يوضح أن حركة البيع الحالية تعكس الفقر المدقع، بعد أن كانت في السابق مقتصرة على تجديد الأثاث.
“كنا نشتري من الأسر الميسورة، أما الآن فنشتري من أسر معدمة”، يضيف التاجر، مؤكدًا أن الحاجة الماسة هي الدافع الرئيسي للبيع.
تلاشي الطبقة المتوسطة
اقتصاديون يرون أن هذا التحول يعكس تلاشي الطبقة المتوسطة، وأن بيع الأثاث يمثل مرحلة مؤقتة قبل الاعتماد الكامل على المساعدات الإنسانية المتوقفة.
المعاناة لا تقتصر على الرجال، فالنساء أيضًا يبعن مقتنياتهن، حيث اضطرت أرملة في ذمار لبيع دولاب ملابس لدفع إيجار منزلها.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
دراسة حديثة كشفت أن نحو 21.6% من الأسر اليمنية اضطرت لبيع ممتلكاتها لتأمين الغذاء، في مؤشر على تفاقم الأزمة الإنسانية.
الدراسة بينت أن الأسر لجأت إلى تقليص الوجبات والعمل المؤقت، بينما وصل البعض إلى الاستعانة بالغرباء، جراء نقص المساعدات الغذائية.
تدهور مستمر
باحثون اقتصاديون يشيرون إلى أن هذه المؤشرات تعكس التدهور المستمر في الأوضاع المعيشية بسبب انعدام الدخل وتوقف الرواتب وارتفاع الأسعار.
برنامج الغذاء العالمي أكد تدهور مستويات الأمن الغذائي في الربع الثالث من العام، محذرًا من مجاعة واسعة إذا لم يُستأنف الدعم الإنساني.


