الخميس 6 نوفمبر 2025
spot_img

إسرائيل تعتمد استراتيجية جديدة لمواجهة تهريب الطائرات المسيرة

spot_img

أعلنت إسرائيل عن تغيير جذري في استراتيجيتها الأمنية على الحدود الجنوبية مع مصر، مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، “الحرب” على تهريب الطائرات المسيرة عبر هذه الحدود.

تحويل الحدود إلى منطقة عسكرية مغلقة

في بيان أصدرته وزارة الدفاع، وجه كاتس جيش الدفاع الإسرائيلي (الآيزيل) إلى تحويل المنطقة الحدودية المحاذية لمصر إلى “منطقة عسكرية مغلقة”. كما تم تعديل تعليمات إطلاق النار للسماح للقوات بالتصدي لأي عنصر غير مصرح له يدخل المنطقة، سواء كان مهرّبًا أو مُسيطِرًا على طائرة مسيرة.

ووفقًا لتقارير صحيفة “معاريف”، سيعيد جهاز الأمن العام (الشاباك) تصنيف تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيرة من الحدود المصرية كـ”تهديد إرهابي” بدلاً من تصنيفه كعمل جنائي، ما يمنح الأجهزة الأمنية صلاحيات أوسع لمكافحة الإرهاب في هذا السياق.

زيادة ملحوظة في عمليات تهريب الطائرات المسيرة

هذا القرار يأتي في أعقاب تصاعد ملحوظ في عمليات التسلل، حيث تُظهر التقارير أن حوالي 900 طائرة مسيرة نجحت في التسلل إلى إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنة بـ464 طائرة في نفس الفترة من عام 2024. هذه الطائرات كانت محملة بمخدرات، كلاشينيكوفات، قنابل يدوية، وذخائر، مما يشير إلى وجود تنظيم إجرامي متقدم قد يرتبط بجهات معادية.

في إطار هذا التصعيد، عقد رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق أول إيال زامير، يوم الأربعاء، اجتماعًا أمنيًا استثنائيًا شهد مشاركة القادة العسكريين والممثلين عن الشاباك والشرطة لمناقشة خطر الطائرات المسيرة على الحدود.

استراتيجية موحدة لمواجهة التهديدات

خلال الاجتماع، أكد زامير أن التهديد “لم يعد مجرد مسألة جنائية، بل يشكل خطرًا أمنيًا جادًا”. كما شدد على أهمية تطوير قدرات تكنولوجية وعملياتية جديدة لمواجهة هذا التهديد.

اتُخذت عدة قرارات هامة خلال الاجتماع، من بينها إنشاء وحدة عملياتية مشتركة بين الجيش، الشاباك، والشرطة لرصد الطائرات والمهربين، وتشكيل فريق خاص دائم للتنسيق العملياتي، وتعزيز جهود الاستخبارات والمراقبة على طول الحدود.

أزمة وطنية متفاقمة

يأتي هذا التصعيد بعد حدوث خلافات داخلية بين الجيش والشرطة حول مسؤوليات السيطرة على الحدود، مما أثر سلبًا على التنسيق الأمني. كما وصفت تقارير سابقة الظاهرة بأنها “أزمة وطنية”، حيث لم تعد الأسلحة المهربة تُخزن في الحدود بل تُدخل إلى عمق المدن الإسرائيلية لتُجرب قبل بيعها في السوق السوداء.

هذه الخطوة تمثل تطورًا أمنيًا غير مسبوق في ظل تزايد التهديدات على الحدود المصرية-الإسرائيلية، حيث تمثل الطائرات المسيرة مصدر قلق متزايد للقيادة العسكرية، التي استجابت عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستثنائية لاحتواء هذا الخطر المتزايد.

اقرأ أيضا

اخترنا لك