الخميس 6 نوفمبر 2025
spot_img

مصر: ملتزمون باتفاق السلام مع إسرائيل رغم التوتر

spot_img

في ظل التوترات الأخيرة التي شهدتها العلاقات المصرية الإسرائيلية، أكدت القاهرة مجدداً التزامها باتفاقية السلام الموقعة مع تل أبيب، نافيةً أي خروقات من جانبها للمعاهدة. يأتي هذا التأكيد في أعقاب اتهامات متبادلة وتصاعد حدة الخلافات على خلفية الحرب في قطاع غزة.

مصر تؤكد التزامها بالسلام

أوضح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية، أن مصر تحترم التزاماتها الدولية، وأن معاهدة السلام مع إسرائيل سارية وملزمة لكلا الطرفين، طالما التزم الطرف الآخر ببنودها.

وشدد عبد العاطي على أن العلاقات المصرية الإسرائيلية شهدت توتراً ملحوظاً بسبب الحرب على غزة، مما أثر على مستوى التواصل بين الجانبين، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية التمييز بين إدارة العلاقات الثنائية ومعاهدة السلام.

توترات محور فيلادلفيا

تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل على خلفية السيطرة الإسرائيلية على “محور فيلادلفيا” والتحكم بالجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما رفضته القاهرة، مؤكدةً عدم اعترافها بفرض الأمر الواقع بالقوة.

بلغ التوتر ذروته في شهر سبتمبر الماضي، عندما أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أن السياسات الإسرائيلية تهدد اتفاقيات السلام القائمة، واستخدم لفظ “العدو” في إشارة إلى إسرائيل، وذلك للمرة الأولى منذ توقيع الاتفاقية عام 1979.

اتهامات بخرق الاتفاقية

في سياق متصل، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الضغط على مصر لتقليص الحشد العسكري في سيناء، مدعياً أن ذلك يمثل انتهاكاً لاتفاقية السلام.

وردًا على هذه الادعاءات، أكد عبد العاطي أن مصر أبلغت الجانب الأمريكي بأن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، مشدداً على أن القاهرة ترفض التشكيك في التزامها بالقانون الدولي واتفاقياتها الثنائية.

رسائل طمأنة متبادلة

أكد عبد المنعم سعيد، رئيس اللجنة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر تسعى لتقديم رسائل طمأنة لإسرائيل بالتزامها بالسلام، خاصة في ظل المزاعم الإسرائيلية المتعلقة بوجود عسكري مصري مكثف في سيناء.

وأشار سعيد إلى أن الرئيس السيسي أشاد باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، معتبراً إياه “نموذجاً تاريخياً يحتذى به”، وأن التجربة المصرية في السلام مع إسرائيل كانت “تأسيساً لسلام عادل رسَّخ الاستقرار”.

دور إقليمي متوازن

يرى سعيد أن مصر تسعى لرسم صورة إيجابية للسلام مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه، تعمل على تحقيق السلام في مناطق أخرى تشهد نزاعات، مما يعزز دورها الإقليمي. ومع ذلك، شدد على أن التعاون مع إسرائيل سيظل في إطار “الضرورة”.

وأوضح أن مصر تسعى للتوازن بين جهودها لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وبين محاولات البعض لدفعها نحو التصعيد مع إسرائيل، مؤكداً أن التعامل المصري مع إسرائيل سيكون محدوداً لحين إقامة الدولة الفلسطينية، مع التركيز على التعاون الأمني.

مستقبل العلاقات والسلام

خلال القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الدوحة في شهر سبتمبر الماضي، وجه الرئيس المصري رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، محذراً من أن “الانتهاكات الإسرائيلية تقوّض مستقبل السلام وتهدد أمن المنطقة بأسرها”.

من جانبه، أكد اللواء محمد الغباري، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن مصر متمسكة بالمبادئ التي التزمت بها، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتعامل مع المشكلات الحدودية بنهج ثابت يرفض التهجير ويتمسك بالسلام.

اقرأ أيضا

اخترنا لك