الأربعاء 5 نوفمبر 2025
spot_img

محاكمة لافارج بتمويل داعش: قضية تهز فرنسا وسوريا

spot_img

تجري في باريس محاكمة شركة “لافارج” الفرنسية وثمانية من مسؤوليها السابقين، بتهمة تمويل جماعات متطرفة في سوريا، بما في ذلك تنظيم “داعش”، بهدف الحفاظ على استمرار عمل مصنع الأسمنت التابع لها حتى عام 2014.

بدأت الجلسات باستدعاء المتهمين الواحد تلو الآخر لتذكيرهم بالجرائم المنسوبة إليهم، وتستمر المحاكمة حتى منتصف ديسمبر.

اتهامات بتمويل الإرهاب

تواجه الشركة والمتهمون اتهامات بتمويل منظمات إرهابية، بالإضافة إلى تهم تتعلق بعدم احترام العقوبات المالية الدولية.

إلى جانب “لافارج”، يمثل أمام المحكمة الرئيس التنفيذي السابق برونو لافون ومسؤولون سابقون، بالإضافة إلى وسيطين سوريين.

ملايين لتمويل الجماعات

تشير التحقيقات إلى أن الشركة دفعت حوالي 5 ملايين يورو لجماعات مصنفة “إرهابية”، بما فيها “تنظيم الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، لحماية مصنع الأسمنت في الجلابية خلال سنوات النزاع السوري.

استثمرت “لافارج” 680 مليون يورو في المصنع الذي تم بناؤه عام 2010، واستمر تشغيله رغم انسحاب شركات أخرى من سوريا.

دور الوسطاء

قامت الشركة بتوظيف وسطاء لتأمين المواد الأولية والعمال والمنتجات من مناطق خاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة الإسلامية” وجماعات متشددة أخرى.

التحقيق في القضية بدأ عام 2017 بناءً على معلومات صحافية وشكاوى تتعلق بتمويل الإرهاب وانتهاك الحظر المالي على سوريا.

تحقيق داخلي وغرامات

بعد استحواذ “هولسيم” على “لافارج” عام 2015، أُجري تحقيق داخلي كشف عن “انتهاكات لقواعد السلوك التجاري”.

وفي الولايات المتحدة، أقرت “لافارج” بدفع حوالي 6 ملايين دولار لتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، ووافقت على دفع غرامة قدرها 778 مليون دولار.

غرامة محتملة بفرنسا

في فرنسا، قد تواجه الشركة غرامة تصل إلى مليار و125 مليون يورو في حال إدانتها بتمويل الإرهاب، وقد تكون الغرامة أكبر في حال إدانتها بانتهاك الحظر المالي على سوريا.

دفاع لافون

يدافع محامي برونو لافون عن موكله، مؤكداً أنه لم يكن على علم بدفع مبالغ للجماعات المتشددة، ويعتبر إقرار الشركة بالذنب “انتهاكاً لقرينة البراءة”.

يأمل لافون أن تكشف المحاكمة عن جوانب غامضة في القضية، بما في ذلك دور الاستخبارات الفرنسية، فيما يرى القضاة أن علم الاستخبارات بما كان يجري لا يعني موافقة الدولة على تمويل الإرهاب.

اتهامات أخرى

لا يزال التحقيق جارياً في اتهامات أخرى تواجهها المجموعة بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا والعراق.

اقرأ أيضا

اخترنا لك