عبّر وزير الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، خلال زيارته الأولى للصين منذ توليه منصبه، عن “مخاوف جدية” بشأن الأنشطة العسكرية التي تقوم بها بكين، وذلك أثناء اجتماع مع نظيره الصيني، وانغ يي، في بكين. جاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين اليابان والصين توترات مستمرة.
قلق بشأن تايوان
وخلال اللقاء، قال إيوايا إن طوكيو “تراقب من كثب التطورات العسكرية الأخيرة” في تايوان، حسبما أفادت وزارة الخارجية اليابانية. وأعرب عن قلقه العميق حيال الوضع في بحر الصين الشرقي، بما يتعلق بنشاط الصين المتزايد حول جزر سينكاكو.
وطالب بإطلاق سراح المواطنين اليابانيين المحتجزين في الصين، محذرًا من أن “عدم وضوح قانون مكافحة التجسس يدفع المواطنين اليابانيين للتفكير جيدًا قبل زيارة الصين”.
إيوايا ووانغ اتفقا أيضاً على ضرورة تعزيز الاتصالات بين البلدين، حيث تم التطرق إلى إمكانية زيارة وانغ إلى اليابان “في أقرب وقت ممكن العام المقبل”.
أهمية الشراكة التجارية
في بيان لها، أشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن زيارة الوزير الصيني إلى اليابان”ستتم في الوقت المناسب”، دون التعليق بشكل محدد على المناورات العسكرية أو القضايا المتعلقة بالمواطنين اليابانيين المحتجزين.
كما التقى إيوايا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، حيث اتفق الجانبان على ضرورة إقامة علاقة “بناءة ومستقرة”.
رغم العلاقات التجارية الكبيرة بين الصين واليابان، إلا أن العوامل التاريخية والخلافات المرتبطة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي والجوانب العسكرية قد أسهمت في توتر العلاقات في السنوات الأخيرة. وفي هذا الإطار، قامت اليابان بتعزيز علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة ودول أخرى لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين، وتزايدت المخاوف في اليابان بشأن استقرار العلاقات مع واشنطن نتيجة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
توتر تاريخي
شهدت العلاقات اليابانية – الصينية توترات مؤخرًا بسبب تزايد الأنشطة العسكرية من الجانبين. في أغسطس، قامت طائرة عسكرية صينية باختراق المجال الجوي الياباني، مما أدى بعد أسابيع إلى إبحار سفينة حربية يابانية عبر مضيق تايوان لأول مرة. كذلك، أبدت اليابان احتجابها عن تجربة صاروخية بالصين، حيث أطلقت بكين صاروخاً باليستياً نحو المحيط الهادئ دون إخطار طوكيو مسبقًا.
تعود جذور التوتر بين البلدين إلى عقود مضت، حيث يعتبر احتلال اليابان لأجزاء من الصين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية من العوامل الأساسية. وتتهم بكين طوكيو بالفشل في التعويض عن ممارساتها السابقة، وغالبًا ما تتعرض ال زيارات الرسمية اليابانية لانتقادات من قبل الصين، خاصة تلك المتعلقة بضريح ياسوكوني، الذي يكرم الجنود، بما في ذلك مجرمو الحرب المدانون.