الإثنين 3 نوفمبر 2025
spot_img

أمريكا: إسرائيل مستعدة لاتفاق حدودي مع لبنان

spot_img

في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية، كشف الموفد الأمريكي إلى لبنان وسوريا، توم براك، عن استعداد إسرائيل للدخول في اتفاق حول الحدود مع لبنان، داعيًا الجانب اللبناني إلى الانخراط الفعال في المفاوضات لحماية حدوده. يأتي هذا في وقت يسعى فيه لبنان إلى تذليل العقبات أمام أي عملية تفاوضية، مع إبداء مرونة في تشكيل الوفد المفاوض.

مبادرة لبنانية للتفاوض

عمل لبنان خلال الأسابيع الأخيرة على تهيئة الظروف المناسبة لمفاوضات مع إسرائيل، تهدف إلى معالجة الأزمة الأمنية الحدودية بشكل جذري. وقد أبدت بيروت استعدادها للدخول في مفاوضات غير مباشرة، تلتزم بعدم وجود أي تمثيل دبلوماسي أو سياسي مباشر.

لكن حتى الآن، لم تتلقَ الحكومة اللبنانية أي رد رسمي من إسرائيل عبر الوسطاء بشأن هذه المبادرة، مما يثير تساؤلات حول جدية تل أبيب في التوصل إلى حلول للأزمة الحدودية.

دعوة أمريكية للحوار

في كلمته أمام “منتدى حوار المنامة”، شدد المبعوث الأمريكي توم براك على أهمية الحوار بين لبنان وإسرائيل، معتبرًا أنه “من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل”. وأضاف أن “إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم”.

تحديات تواجه لبنان

براك أشار إلى التحديات التي تواجه لبنان، واصفًا إياه بـ”الدولة الفاشلة”، مع معاناة الجيش اللبناني من نقص الموارد. كما ألمح إلى الدور الذي يلعبه “حزب الله”، معتبرًا أنه “يجني أموالاً أكثر من مخصصات الجيش اللبناني”.

شروط إسرائيلية للتهدئة

المبعوث الأمريكي أكد أن “إسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًا لأن سلاح (حزب الله) لا يزال موجودًا”، مشيرًا إلى أن آلاف الصواريخ في الجنوب تهدد إسرائيل. وشدد على ضرورة حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، معتبرًا أن ذلك سيساهم في حل المشاكل بين لبنان وإسرائيل.

حوافز إضافية

في محاولة لتجاوز العقبات، قدم لبنان حافزًا إضافيًا للموفدين الدوليين، يتمثل في الموافقة المبدئية على إضافة خبراء تقنيين مدنيين إلى الوفد العسكري المفاوض، بهدف معالجة الأزمة الأمنية الناجمة عن الخروقات الإسرائيلية وانتهاكات اتفاق وقف الأعمال العدائية.

آلية التفاوض المقترحة

أكدت مصادر وزارية أن هؤلاء المدنيين سيكونون من التقنيين المتخصصين، وليسوا دبلوماسيين أو سياسيين. وشددت على أن آلية التفاوض التي أبلغ لبنان الوسطاء بها تعتمد على المفاوضات غير المباشرة.

تجربة ترسيم الحدود البحرية

يستند لبنان في هذا المقترح إلى تجربته السابقة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي شهدت مشاركة وفد تقني إلى جانب الوفد العسكري. وترى بيروت أن هذه التجربة يمكن أن تتكرر لإنهاء الخلافات الحدودية البرية.

عون يدعو للتفاوض

الرئيس اللبناني جوزيف عون، أبلغ الموفدين والوسطاء بموقفه الداعي للتفاوض، مؤكدًا أن لبنان “مستعد للمفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي”. لكنه شدد على أن أي تفاوض يحتاج إلى إرادة متبادلة، وهو الأمر الذي لا يزال غير متوافر حتى الآن.

موقف “حزب الله”

يرفض لبنان الرسمي أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ويصر على حصر رئاسة الوفود التفاوضية بالشخصيات العسكرية. وتتوافق هذه الصيغة مع موقف “حزب الله”، الذي يرفض أي شكل من أشكال التفاوض المباشر.

دعوة إلى حصر السلاح

في المقابل، يرى خصوم “حزب الله” أن جوهر النقاش يكمن في إجراءات “حصرية السلاح”. ووجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، دعوة للدولة اللبنانية لاتخاذ قرار بحل التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية على كامل التراب اللبناني.

اقرأ أيضا

اخترنا لك