تتصاعد حدة التوترات الميدانية في مناطق ريفية بمحافظة السويداء السورية، ذات الأغلبية الدرزية، وسط استمرار الانسداد السياسي بين الحكومة السورية وأطراف فاعلة في المنطقة، ما يعرقل أي جهود لتسوية الأزمة.
توترات ميدانية متصاعدة
أفاد مصدر درزي محلي، معارض لسياسات الشيخ حكمت الهجري، بأن التصعيد يهدف إلى تعطيل أي مساعٍ لحل الأزمة المتفاقمة في محافظة السويداء.
في سياق متصل، استهدف مسلحون مجهولون حافلة نقل عامة كانت تقل مدنيين على طريق دمشق – السويداء، مما أسفر عن مقتل شاب وفتاة وإصابة آخرين.
استهداف الحافلة.. سيناريوهات محتملة
يرجح المصدر المحلي في السويداء أن يكون الهجوم على الحافلة ردًا من فصائل تتبع العشائر البدوية على دعوات الهجري لانفصال السويداء، خاصة وأن الهجوم وقع في منطقة يفترض أنها آمنة بين حاجزي أمن.
كما يحتمل أن يكون الاستهداف من تدبير الداعين للانفصال، لعرقلة تنفيذ بنود اتفاق “خريطة الطريق” المدعوم أميركياً وأردنياً والذي أعلنت عنه الحكومة السورية.
هجوم على حاجز المتونة
في غضون ذلك، استهدفت “العصابات المتمردة” حاجزاً لقوى الأمن الداخلي في منطقة المتونة بقذائف هاون ورشاشات ثقيلة، وفقاً لقناة “الإخبارية السورية” الرسمية، دون ورود معلومات عن إصابات.
ويرجح المصدر أن يكون الهجوم على حاجز المتونة من تنفيذ فصائل تتبع ما يسمى “قوات الحرس الوطني” التي شكلها الهجري، كرد فعل على استهداف الحافلة وامتصاص الغضب الشعبي.
خلافات داخل “الحرس الوطني”
في سياق متصل، كشف مصدر من “قوات الحرس الوطني” وآخر معارض للهجري عن وجود صراعات وخلافات بين قيادات “الحرس” على النفوذ والمكاسب.
ويستبعد المصدر موافقة الهجري و”الحرس” على تنفيذ بنود “خريطة الطريق” بسبب طموحهم لإقامة كيان مستقل ومخاوف من الملاحقة القضائية.
مواقف رسمية وتحقيقات جارية
أكد العميد حسام الطحان، قائد الأمن الداخلي في السويداء، أن الهجوم على الحافلة جاء بعد يومين من استهداف ممنهج للمدنيين ودوريات الأمن، واصفاً إياه بـ”محاولة بائسة لزعزعة الأمن”.
وتعهد الطحان بمواصلة التحقيقات لتحديد الفاعلين و”ردع هذه التعديات”، مشدداً على أن الهدف هو ضرب الاستقرار وترويع السكان.
تحرك دولي لحل الأزمة
وسط هذه التطورات، بحث الشيخ موفق طريف، رئيس طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، مع المبعوث الألماني توماس راشيل الأوضاع الإنسانية والأمنية في السويداء.
وشدد طريف على ضرورة تسوية ملف المختطفين الدروز وإيصال المساعدات الإنسانية عبر ممر آمن، داعياً إلى إعادة النازحين إلى قراهم قبل الشتاء، ومواكبة التحقيقات الدولية في “جرائم الإبادة” التي استهدفت الدروز.