أبيدجان: وسط أجواء هادئة حذرة، أعيد انتخاب الحسن واتارا رئيساً لساحل العاج لولاية رابعة، رغم دعوات المعارضة لمقاطعة الانتخابات ووصفها بالانقلاب على الديمقراطية. شهدت الانتخابات إقبالاً ضعيفاً وأعمال عنف متفرقة خلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى.
نتائج الانتخابات
أعلن إبراهيم كويبير كوليبالي، رئيس اللجنة الانتخابية، أن واتارا (83 عاماً)، الذي يتولى السلطة منذ 2011، حصل على 89.7% من الأصوات، وفقاً للنتائج الأولية التي تنتظر مصادقة المجلس الدستوري عليها في تشرين الثاني المقبل.
وحل جان لويس بيلون، وزير التجارة السابق، في المركز الثاني بنسبة 3%، تلته سيمون غباغبو، السيدة الأولى السابقة، بنسبة 2.4%.
ردود الفعل الأولية
هنأ بيلون واتارا على فوزه استناداً إلى النتائج الأولية، بينما أقرت غباغبو بالنتائج، معتبرةً أنها لا تعكس الإرادة الشعبية بسبب نظام انتخابي غير عادل ومعارضة منقسمة ساهمت في خلق مناخ من الخوف والعنف.
يذكر أن واتارا وصل إلى السلطة بعد فوزه في انتخابات متنازع عليها عام 2010 ضد لوران غباغبو، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3000 شخص.
حصيلة الضحايا
رغم الهدوء النسبي الذي ساد الانتخابات، سجلت اشتباكات في بعض المناطق الجنوبية والغربية، اعتبرتها اللجنة الانتخابية حوادث محدودة. وأفاد المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمقتل ستة أشخاص خلال الحملة الانتخابية، وثلاثة آخرين يوم التصويت، بالإضافة إلى فتى يبلغ 13 عاماً.
ارتفع بذلك عدد القتلى إلى عشرة منذ منتصف تشرين الأول، بينما تتحدث المعارضة عن سبعة قتلى في يوم الاقتراع وحده.
دعوات إلى الحوار
على الرغم من فوز واتارا السهل في ظل معارضة ضعيفة، إلا أن الانتخابات تحدد ملامح السنوات الخمس المقبلة. التحالف المعارض الذي يضم حزبي غباغبو وتيام أعلن عدم اعترافه بشرعية واتارا، مطالباً بانتخابات جديدة.
تيام، وفي أول رد فعل له على النتائج، أكد أن ما حدث لم يكن انتخابات حقيقية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
مستقبل الأزمة السياسية
يترقب المحللون الخطوة التي سيقوم بها واتارا حيال معارضيه بعد تنصيبه، سواء بفتح باب الحوار لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ 2020، أو بمواصلة رفض التعامل مع المعارضة الراديكالية.
يُعد موضوع الحوار أحد أبرز الملفات الحاسمة في رسم ملامح السنوات الخمس المقبلة في ساحل العاج.
تحديات الشباب
رغم النمو الاقتصادي الذي تحقق في عهد واتارا، لا يزال 37.5% من السكان يعيشون تحت خط الفقر. يواجه الشباب تحديات كبيرة تتعلق بضعف التعليم وندرة فرص العمل، مما يمثل تحدياً للرئيس الجديد.
على واتارا أن يجعل النمو الاقتصادي يلامس حياة الشباب من خلال توفير فرص عمل أكثر وأجود.
السياسة الخارجية
يواجه واتارا صعوبة في إقناع الشباب بمشروعه، حيث يُنظر إليه على أنه جزء من جيل كبير السن يهيمن على الحكم في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، يشهد توتراً سياسياً ودبلوماسياً مع مالي وبوركينا فاسو، اللتين تٌحكَمان من قبل قادة عسكريين شباب يحظون بشعبية كبيرة.
يتعين على واتارا تغيير سياسته الخارجية تجاه هذه الدول والتعاون معها لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية.


