مع تصاعد وتيرة العنف في الفاشر السودانية، تتكثف الدعوات الدولية المطالبة بوقف فوري للقتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”. الأمم المتحدة تحث الأطراف المتحاربة على الدخول في محادثات عاجلة، بينما تتهم شبكة “أطباء السودان” قوات “الدعم السريع” باختطاف كوادر طبية، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
إدانات أفريقية واسعة
أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بشدة “الفظاعات” و”جرائم الحرب” المزعومة في مدينة الفاشر، معرباً عن قلقه البالغ إزاء التقارير الواردة عن تصاعد العنف واستهداف المدنيين.
ودعا يوسف إلى “وقف فوري للأعمال القتالية” وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى السكان المتضررين، مؤكداً أن الحل العسكري للأزمة غير ممكن، ومشدداً على ضرورة انخراط جميع الأطراف في حوار سياسي شامل.
خطف الكوادر الطبية
أفادت شبكة “أطباء السودان” بقيام قوات “الدعم السريع” باختطاف ستة من الكوادر الطبية في الفاشر، بما في ذلك أطباء وصيدلي وممرض، مع المطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، ما يزيد من معاناة القطاع الصحي المتهالك في دارفور.
الشبكة اعتبرت هذا العمل “جريمة منظمة” تهدف إلى تدمير ما تبقى من منظومة الرعاية الصحية في دارفور وترهيب العاملين في المجال الإنساني، محملة قوات “الدعم السريع” المسؤولية الكاملة عن سلامة المختطفين.
نداءات عاجلة للمنظمات الدولية
وجهت الشبكة نداءً عاجلاً إلى منظمة الصحة العالمية والمنظمات الطبية والحقوقية الدولية للتدخل الفوري وممارسة الضغوط لإطلاق سراح الأطباء، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، مؤكدة أن استهداف الكوادر الطبية انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
تطورات ميدانية متسارعة
كانت قوات “الدعم السريع” قد أعلنت في وقت سابق سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، آخر مركز إداري رئيسي في دارفور كان لا يزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، مما يشير إلى تحول كبير في موازين القوى.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن القيادة العسكرية في الفاشر رأت ضرورة مغادرة المدينة بسبب الدمار والقتل الممنهج للمدنيين، في خطوة تعكس الوضع الإنساني والأمني المتدهور.
الأمم المتحدة تدعو للحوار
حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على إجراء محادثات فورية لإنهاء القتال في السودان، داعياً القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع” إلى التواصل مع مبعوثه الخاص إلى السودان، رمطان لعمامرة، واتخاذ خطوات نحو تسوية تفاوضية.
وأعرب غوتيريش عن “قلقه البالغ” إزاء التصعيد الأخير في القتال، وأدان انتهاكات القانون الإنساني الدولي، مشيراً إلى قلقه العميق إزاء استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
تدهور الأوضاع الإنسانية
أكدت الأمم المتحدة على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بسرعة ومن دون عوائق، مشيرة إلى أن الفاشر والمناطق المحيطة بها كانت “بؤرة معاناة” لأكثر من 18 شهراً، حيث تحصد المجاعة والأمراض والعنف أرواح المدنيين يومياً.
جهود إقليمية ودولية
في سياق الجهود الدولية، بحثت مصر مع الولايات المتحدة تطورات الوضع في السودان، مؤكدين أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
بدوره، أكد مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر تمثل محطة إدراك بأن المسار السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني الحرج لا يحتمل مزيداً من التصعيد في السودان.
أزمة السودان المستمرة
يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اندلعت في أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة خلال فترة انتقالية، مما أدى إلى نزوح الملايين ومعاناة أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض، وسط استمرار سيطرة قوات “الدعم السريع” على إقليم دارفور.


