تفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر مع استمرار القتال بين القوات المتنازعة، وسط اتهامات بانتهاكات واسعة النطاق. تصاعدت المخاوف بشأن سلامة المدنيين المحاصرين ونقص الغذاء والرعاية الصحية، مما ينذر بأزمة إنسانية متفاقمة في المنطقة.
مناوي: الفاشر لم تسقط
أكد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع لا يعني التفريط في مستقبل الإقليم. وأضاف مناوي في تغريدة على حسابه في منصة “إكس” أن كل شبر سيعود لأهله.
وطالب مناوي بحماية المدنيين في الإقليم وفتح تحقيق فوري ومستقل في الانتهاكات التي تحدث بعيدًا عن الأنظار. جاءت تصريحاته بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.
سيطرة الدعم السريع
كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، أمس، سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وتعهدت بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وتأمين العاملين في المجال الإنساني.
اتهامات بالتطهير العرقي
في المقابل، اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتصفية عشرات المدنيين على أساس إثني في الفاشر. كما ذكرت أن قوات الدعم السريع نهبت المرافق الطبية والصيدليات.
مجزرة بشعة
وأدانت الشبكة ما وصفته بـ “مجزرة بشعة” ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، ووصفتها بأنها جريمة تطهير عرقي. وأشارت إلى أن أعداد الضحايا تفوق العشرات بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
الدعم السريع تنفي
نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وأكدت في بيان أنها ستوفر ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في الانتقال إلى مناطق أخرى. وتعهدت بإعادة الحياة إلى طبيعتها في الفاشر، بما في ذلك إعادة فتح الأسواق والمستشفيات.
جهود إعادة الإعمار
كما تعهدت قوات الدعم السريع بإزالة الألغام والتعامل مع جثث القتلى باحترام، وتكليف الشرطة الفيدرالية بحفظ الأمن. جاءت هذه التصريحات في ظل تزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني في المدينة.
الأمم المتحدة تحذر
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وسط تصاعد القتال في الفاشر. وأكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن المدنيين يعيشون في حالة رعب.
مناشدات دولية
ودعا فليتشر إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر وفي أنحاء دارفور والسودان، والسماح للمدنيين بالمغادرة عبر ممرات آمنة. كما طالب بتوفير الحماية للعاملين في مجال الإغاثة.
أزمة إنسانية متفاقمة
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 300 ألف شخص يعيشون في أوضاع مأساوية بمدينة الفاشر. وتعتبر الأمم المتحدة الوضع في السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص.
خطر المجاعة
ويواجه أكثر من 26 مليون شخص في السودان خطر المجاعة، أي ما يقارب نصف سكان البلاد، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتقديم المساعدات الإنسانية.