بدأ مجلس الشيوخ المصري دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني بتشكيل لجانه النوعية، واختيار رؤسائها ووكلاءها وأمناء سرها بالتزكية، مما يمهد الطريق لبدء مهامه الاستشارية في الحياة السياسية.
هيكلة لجان الشيوخ
اختار مجلس الشيوخ رؤساء اللجان النوعية الـ 14 بالتزكية، بالإضافة إلى 28 وكيلاً و14 أمين سر، وأعلن رئيس المجلس، المستشار عصام فريد، عن تلقي إخطارات من الأحزاب السياسية تحدد ممثليها في الهيئات البرلمانية.
تمثل هذه اللجان النوعية القلب النابض للعمل البرلماني، كونها ميداناً للدراسة والبحث المتعمق، وتضطلع بدور أصيل في إعداد الرأي المتوازن والمستنير الذي يدعم مسيرة الوطن نحو البناء والتنمية، بحسب وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، المستشار محمود فوزي.
تركيبة المجلس ودوره
يتكون مجلس الشيوخ من 300 عضو، تم انتخاب ثلثهم بالنظام الفردي، وثلث آخر بنظام القائمة، في حين عيّن الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلث الأخير، وقد فازت “القائمة الوطنية” المدعومة من حزب “مستقبل وطن” بأغلبية المقاعد بالتزكية.
عزوف عن المنافسة
أشار باسل عادل، رئيس حزب “الوعي” وعضو مجلس الشيوخ، إلى أن اختيار رؤساء اللجان تم بالتزكية دون أي تنافس، معبراً عن استغرابه من عزوف بعض النواب عن الترشح والمنافسة على رئاسة اللجان.
تكامل السلطتين التشريعية والتنفيذية
جدد وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري تأكيد الحكومة على حرصها الدائم على استمرار التعاون البناء والتنسيق الكامل مع مجلس الشيوخ ولجانه النوعية، تحقيقاً لما نص عليه الدستور من تكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في إطار من الاحترام المتبادل والفصل المتوازن بين السلطات.
تعيينات رئاسية متنوعة
ضمت قائمة المعينين من قبل الرئيس المصري شخصيات عامة ووزراء سابقين وفنانين ومتخصصين، من بينهم وزيرة الاستثمار السابقة، الدكتورة سحر نصر، والفنان ياسر جلال، والمخرج المسرحي خالد جلال، والخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز، ورئيس الجامعة البريطانية الدكتور محمد لطفي، ومفتي مصر السابق الدكتور شوقي علام.
توقعات بأداء متميز
يرى ناجي الشهابي، رئيس حزب “الجيل الديمقراطي” وعضو مجلس الشيوخ، أنه على الرغم من اختيار رؤساء اللجان الفرعية بالتزكية، فإنه يتوقع أن يكون أداء المجلس مختلفاً وبه قدر كبير من الزخم والحيوية السياسية.
تاريخ مجلس الشيوخ
مرّ مجلس الشيوخ، الذي كان يحمل اسم “مجلس الشورى”، بتغييرات كثيرة في الحياة السياسية بمصر، فبعد إلغائه بموجب دستور 2014، أعيد إحياؤه باسم “مجلس الشيوخ” بموجب التعديلات الدستورية التي جرت في 2019، وأجريت انتخاباته لأول مرة في 2020، ليختص المجلس بدراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بتوسيد دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي.


