أنفاق السويس: جدل حول ربط سيناء ورسائل محتملة

في ذكرى نصر أكتوبر، أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول “أنفاق قناة السويس” تفاعلاً واسعًا، مسلطة الضوء على أهمية هذه الأنفاق في ربط سيناء بالدلتا وتعزيز الأمن القومي. التصريحات أثارت نقاشًا حول الدور الاستراتيجي للمشروع ودلالاته الأمنية والتنموية.

ربط سيناء بالدلتا

أكد الرئيس السيسي خلال احتفالية “مصر وطن السلام” أن مصر ربطت سيناء بالدلتا عبر ستة أنفاق تحت قناة السويس، مشددًا على أن سيناء والدلتا أصبحتا “قطعة واحدة”. ودعا إلى تنظيم زيارات للشباب إلى سيناء لتعزيز الانتماء الوطني.

أهمية استراتيجية

يرى خبراء أن هذه الأنفاق تجسد رؤية استشرافية للحكومة المصرية، وتؤكد على الإنجازات التنموية والخطوات المتخذة لتأمين شبه جزيرة سيناء. وتعد الأنفاق أكبر مشروع من نوعه في تاريخ مصر والشرق الأوسط.

تكلفة الأنفاق الضخمة

بلغت تكلفة إنشاء الأنفاق 35 مليار جنيه مصري، وتم استلام مواقع العمل في نهاية شهر فبراير 2015، وبدأت أعمال الحفر في شهر نوفمبر من العام نفسه. وافتتح الرئيس السيسي المشروع في شهر يوليو 2016.

تفاصيل فنية وهندسية

تضمنت المشروعات إنشاء خمسة أنفاق تمتد أسفل قناة السويس، بما في ذلك نفقا الإسماعيلية ونفقا بورسعيد، بالإضافة إلى نفق مواز لنفق الشهيد أحمد حمدي، وهو الواصل البري الوحيد مع سيناء سابقًا.

تسهيل حركة العبور

تساهم الأنفاق في تقليل وقت العبور من ساعات طويلة إلى 15 دقيقة فقط، ويبلغ طولها 5820 مترًا، وتمر أسفل سطح الأرض والمجرى الملاحي للقناة بعمق 70 و53 مترًا.

دلالات أمنية وسياسية

فسرت تصريحات الرئيس المصري الأخيرة على أنها رسالة مفادها أن الجيش المصري قادر على الانتشار في سيناء خلال نصف ساعة، واعتبرها البعض رسالة غير مباشرة لإسرائيل.

تأمين سيناء والتنمية

أكد اللواء سمير فرج أن الأنفاق تبرهن على قدرة مصر على نقل قواتها المسلحة إلى سيناء في وقت قصير، وأن الرؤية المصرية تركز على تأمين سيناء من خلال التنمية وتوطين السكان.

اتهامات إسرائيلية

سبق أن اتهم الإعلام الإسرائيلي مصر بخرق اتفاقية السلام، وذكر موقع “أكسيوس” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من إدارة ترامب الضغط على مصر لتقليص الحشد العسكري في سيناء.

رد مصري حاسم

ردت هيئة الاستعلامات المصرية بأن القوات الموجودة في سيناء تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد المخاطر، بما في ذلك العمليات الإرهابية والتهريب، نافيةً أي انتهاك لاتفاقية السلام.

تعزيز الأمن القومي

أوضح اللواء عادل العمدة أن الهدف من الأنفاق هو ربط سيناء بالوادي والدلتا، وتعزيز الأمن القومي وتقويض محاولات فصل سيناء عن الوطن الأم، والتأكيد على هويتها المصرية.

طفرة تنموية شاملة

أشار العمدة إلى أن الأنفاق كانت بداية طفرة تنموية في مدن القناة وتعزيز التنمية في شمال وجنوب سيناء، حيث تم إنشاء 7 آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة التي تربط الأنفاق بالتجمعات البدوية.

رؤية استشرافية للمستقبل

يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس المصري كشفت عن رؤية استشرافية للقيادة السياسية تجاه تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة، بعد التساؤلات التي أثيرت حول إنشاء هذه الأنفاق والمشروعات القومية الكبرى.

تجهيزات أمنية متطورة

يشمل كل نفق حارتين مروريتين للسيارات، مزودة بكاميرات مراقبة ورادارات وأنظمة إطفاء، بالإضافة إلى غرف للطوارئ ونقاط تفتيش، وفقًا لتقرير حكومي مصري.

دعم التنمية المحلية

أكد حميد سليمان أبو بريك أن الأنفاق ساهمت في وصول متطلبات التنمية إلى شمال وجنوب سيناء، وتكثيف إنشاء المؤسسات التعليمية والصحية، وتسهيل وصول السياحة المحلية والمواد الغذائية.