الأحد 26 أكتوبر 2025
spot_img

بعد “دبلوماسية الباندا”… قرود ذهبية صينية تصل أوروبا للإعارة

spot_img

تستقبل حدائق الحيوان الأوروبية قرودًا ذهبية نادرة من الصين، لتنضم إلى دببة الباندا في مهمة تعزيز التبادل الثقافي والحفاظ على البيئة، وسط ترحيب حذر ومخاوف بشأن رفاهية الحيوانات.

القرود الذهبية تصل أوروبا

وصلت ستة قرود ذهبية، ثلاثة منها إلى حديقة حيوان بوفال الفرنسية في مدينة سانت إينيان في شهر أبريل، وثلاثة أخرى إلى حديقة حيوان بايري دايزا في هينو، بلجيكا في شهر مايو، في بادرة تزامنت مع الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا.

استقبلت حديقة حيوان بايري دايزا زوارها بأعلام بلجيكية وصينية احتفالاً بوصول القرود الجديدة، وبعد شهر من الحجر الصحي، ظهرت القرود للجمهور، وتكيفت بشكل جيد مع المناخات الجديدة.

مواصفات فريدة

تتميز القرود الذهبية بفروها البرتقالي الكثيف ووجوهها الزرقاء الباهتة، مما يجعلها فريدة ولا يمكن الخلط بينها وبين أي حيوان آخر، وتنشط القرود في حديقة بايري دايزا، حيث تقضي معظم وقتها في القفز والتسلق.

يشير يوهان فريس، المتحدث باسم حديقة حيوان بايري دايزا، إلى أن هذه المبادرة تحمل بعدًا ثقافيًا هامًا، بينما تأمل أناييس موري، مديرة الاتصالات في حديقة حيوان بوفال، في إقامة تبادلات علمية طويلة الأمد مع الصين.

تجري حديقة حيوان بوفال مناقشات مع الصين لإطلاق برامج بحثية مشتركة، على غرار تلك الموجودة بالفعل لأنواع أخرى مثل الباندا، بحسب موري.

رمزية في الثقافة الصينية

تعتبر القرود الذهبية والباندا العملاقة من الحيوانات المهددة بالانقراض والموطن الأصلي لها هو الصين، ولا يمكن نقلها خارج البلاد إلا بموافقة الحكومة المركزية، بحسب إيلينا سونغستر، المؤرخة البيئية في كلية سانت ماري في كاليفورنيا.

للقرود جذور عميقة في الفن والثقافة الصينية، حيث ظهرت في اللوحات والأدب الكلاسيكي، بما في ذلك شخصية ملك القرود في رواية “رحلة إلى الغرب”.

أما الباندا، فقد أصبحت رمزًا للصين الحديثة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى “لطفها” وطريقة تقديمها الدبلوماسية الماهرة، وفقًا لسوزان براونيل، المؤرخة الصينية في جامعة ميسوري بسانت لويس.

تاريخ الدبلوماسية الحيوانية

بدأت “دبلوماسية الباندا” بإرسال زوج من الباندا العملاقة إلى الاتحاد السوفياتي عام 1957، وفي عام 1972، أُرسل زوج آخر إلى الولايات المتحدة بعد زيارة الرئيس نيكسون لبكين.

في عام 1984، تحولت الصين من إهداء الباندا إلى إقراضها، وبعد احتجاجات نشطاء حقوق الحيوان، بدأت عقود إيجار أطول، عادة ما تكون لمدة عقد تقريبًا، حسب وكالة “أسوشيتد برس”.

مخاوف بشأن الرفاهية

يعرب جيف سيبو، الباحث في البيئة والأخلاقيات الحيوية بجامعة نيويورك، عن قلقه بشأن نقل الحيوانات لمسافات طويلة وإرسال صغارها إلى الصين، مما قد يُسبب ضغطاً كبيراً عليها.

يؤكد سيبو على أهمية صحة الحيوان ورفاهيته، وعدم التركيز فقط على الأهداف الجيوسياسية أو الاستراتيجية.

موطن القرود

تعيش القرود الذهبية في مناطق واسعة من وسط وجنوب غربي الصين، وفي حديقة شنونغجيا الوطنية في هوبي، ساهمت جهود الحفظ في زيادة عدد القرود إلى نحو 1600 قرد.

يرى جيمس كارتر، المؤرخ المتخصص في تاريخ الصين بجامعة سانت جوزيف في فيلادلفيا، أن الباندا مدخل مفيد للتفكير بشكل إيجابي في الصين، خاصة في ظل التوترات العالمية.

تعتبر القرود الذهبية الموجودة حاليًا في حدائق الحيوان في فرنسا وبلجيكا هي الوحيدة خارج آسيا، ويشير براونيل إلى أن القرود الذهبية قد تصبح رمزًا عالميًا في المستقبل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك