في ضربة موجعة لتنظيم “داعش”، أعلن الجيش النيجيري عن مقتل ما لا يقل عن 50 إرهابياً خلال تصديه لهجمات متزامنة شنها مسلحو التنظيم في شمال شرقي البلاد، مستخدمين طائرات مسيرة وقوة نارية كثيفة، وتشير التقارير إلى مقتل خمسة من أبرز قيادات التنظيم خلال الهجوم.
تفاصيل الاشتباكات
أكد المتحدث باسم الجيش النيجيري في بيان رسمي وقوع هجمات متزامنة استهدفت أربع مناطق في شمال شرقي نيجيريا، حيث قام المسلحون بإحراق ثكنة عسكرية قبل أن تتمكن القوات من صدهم، وأشار البيان إلى وقوع إصابات في صفوف الجيش ومقتل ما لا يقل عن 50 إرهابياً، بالإضافة إلى ملاحقة 70 آخرين فروا مصابين.
الهجمات الإرهابية المنسقة استهدفت قواعد في مدن دكوا ومافا وغاجيبو بولاية بورنو، ومدن كاتاركو في ولاية يوبي المجاورة، حيث تدخل سلاح الجو النيجيري لصد الهجمات، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من أربع ساعات.
تحييد الإرهابيين
أكد المتحدث باسم الجيش، المقدم أوبا ساني، أن العمليات المشتركة البرية والجوية تمكنت من تحييد أكثر من 50 إرهابياً في مختلف المواقع، وأن عمليات التمشيط مستمرة لتعقب أكثر من 70 متطرفاً جريحاً.
صادرت القوات النيجيرية عشرات البنادق الآلية من نوع “كلاشنيكوف”، ومدافع رشاشة، وقاذفات صواريخ، وأظهرت صور وفيديوهات متداولة جنوداً يقفون أمام جثث عدد من الإرهابيين القتلى.
خسائر مادية وبشرية
دمرت الاشتباكات عدداً من المركبات والمباني، نتيجة لقصف الطائرات المسيّرة التابعة للمتطرفين واستخدام قذائف “آر بي جي” المضادة للدروع، خصوصاً في مافا ودكوا، حيث تم اختراق جزء من التحصينات مؤقتاً.
وبحسب مصادر محلية، شن مقاتلو “داعش” الهجمات انطلاقاً من المحور الحدودي مع دولة الكاميرون المجاورة، بينما تحركت مجموعات أخرى من مثلث تمبكتو، الذي يُعدّ أحد أبرز معاقل التنظيم الإرهابي.
تسلل وإبادة
هاجم الإرهابيون القوات النيجيرية من عدة محاور، لكنهم واجهوا رداً عنيفاً، ما أدى إلى اشتباكات استمرت أكثر من أربع ساعات، ونجحوا لفترة وجيزة في التسلل إلى مافا وإحراق بعض المركبات، قبل أن تتم إبادتهم بالكامل.
رغم قوة الهجمات وتزامنها، وصفت تقارير عديدة الخسائر التي تكبدها تنظيم “داعش” بأنها كانت “ضربة موجعة”، خصوصاً بعد تأكيد مقتل خمسة من أبرز قادته خلال الاشتباكات الميدانية مع الجنود.
هزيمة قاسية
أكد الخبير الأمني المختص في منطقة حوض بحيرة تشاد، زاغازولا مكاما، أن مصادر استخباراتية أكدت مقتل خمسة قادة ميدانيين بارزين في تنظيم “داعش” خلال المواجهات، وأن مصادر عسكرية وصفت العملية بأنها من “أعنف الهزائم التي مُني بها التنظيم هذا العام”.
القادة القتلى هم: أري كولو (من أبا غاجيري)، يا محمد (من دوسولا)، أبو عائشة (من أبا غاجيري)، حمزلة (قائد في قريتي غامبو غيغي وفاروق)، أبو رجال (من دوسولا).
تأثير مقتل القادة
كان القادة القتلى من كبار المخططين الميدانيين في تنظيم “داعش” (ولاية غرب أفريقيا)، وكانوا مسؤولين مباشرين عن عدة هجمات سابقة على القواعد العسكرية، ونصب الكمائن للدوريات، واستخدام طائرات مسيّرة في تفجير العبوات الناسفة.
ويشكل مقتل هؤلاء القادة “ضربة قوية لقيادة التنظيم وقدرته العملياتية في شمال شرقي نيجيريا”، في غضون ذلك، تحدثت تقارير أمنية عن ارتفاع حصيلة الاشتباكات إلى 62 قتيلاً في صفوف “داعش”.
تصاعد العنف
تشير التقارير إلى مصرع أكثر من 40 ألف شخص في نيجيريا منذ بداية الهجمات الإرهابية في البلاد عام 2010، على يد “بوكو حرام” التي انقسمت بعد ذلك إلى فرعين، أحدهما بايع تنظيم “داعش”، وأصبح يُعرَف باسم “داعش فرع ولاية غرب أفريقيا”.
امتدت أعمال العنف في السنوات الأخيرة إلى النيجر والكاميرون وتشاد، ما دفع إلى إنشاء تحالف عسكري إقليمي لمحاربة الجماعات المسلحة، وكثّفت “داعش” و”بوكو حرام” هجماتهما في نيجيريا خلال الأشهر الأخيرة، بعد فترة من الهدوء النسبي.
هجمات سابقة
في مطلع تشرين الأول، قُتل سبعة جنود نيجيريين على الأقل في هجوم نفذته “داعش” على قاعدة عسكرية في ولاية بورنو باستخدام أسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ وطائرات مسيّرة، كما قُتل سبعة جنود في 17 تشرين الأول، بينهم قائد ميداني، في كمين نصبه التنظيم نفسه ضد قافلة عسكرية في منطقة كوندوغا بالولاية ذاتها.


