الجمعة 24 أكتوبر 2025
spot_img

بريطانيا تطور شبكة مضادة للغواصات بالذكاء الاصطناعي

spot_img

في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن البحري، تسعى بريطانيا لإنشاء شبكة واسعة مضادة للغواصات في شمال المحيط الأطلسي وبحر الشمال، بهدف تعقب الغواصات الروسية ومنع تحركاتها بحرية.

تعمل البحرية الملكية البريطانية على دمج الأساليب التقليدية لمكافحة الغواصات، مثل السفن القتالية والطائرات، مع تقنيات مبتكرة تشمل الأنظمة غير المأهولة وأجهزة الاستشعار المتخصصة، وفق ما أكدته مجلة The National Interest.

أحدث المناقصات العسكرية

طرحت وزارة الدفاع البريطانية منتصف الشهر الجاري مناقصة لتوريد أنظمة غير مأهولة تعتمد على تحليل البيانات، مصممة خصيصاً لمهام الحرب المضادة للغواصات.

تمثل هذه المناقصة الخطوة الأولى نحو إنشاء شبكة مضادة للغواصات في شمال الأطلسي وبحر الشمال، حيث لا تزال روسيا تُشكّل تحدياً كبيراً.

تهدف بريطانيا إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية الكشف والاستهداف، مما يجعل المنطقة “عصيّة على الاختراق” أمام الغواصات الروسية.

إغلاق الفجوات الاستراتيجية

تركّز المملكة المتحدة بشكل خاص على إغلاق الفجوة المعروفة باسم “جيوك” (GIUK)، والتي تربط بين جرينلاند وآيسلندا والمملكة المتحدة، وتعتبر مساراً استراتيجياً مهما لدخول السفن إلى المحيط الأطلسي.

إلى جانب الأنظمة السطحية وتحت الماء، تعتزم البحرية الملكية نشر أسطول من فرقاطات Type 26 المتخصصة في الحرب المضادة للغواصات، لتعزيز القدرات الدفاعية في المنطقة.

يمتلك الأسطول الروسي عدداً كبيراً ومتطوراً من الغواصات، يُقدّر بحوالى 64 قطعة، تشمل غواصات استراتيجية وصواريخ بالستية، وأخرى هجومية تعمل بالطاقة النووية.

عملية “الحصن الأطلسي”

تُعتبر هذه الشبكة جزءاً من عملية “الحصن الأطلسي”، التي تقودها البحرية الملكية البريطانية، والتي تم الإعلان عنها لأول مرة في يونيو ضمن مراجعة الدفاع الاستراتيجي.

تهدف العملية إلى تأمين شمال الأطلسي وبحر الشمال لصالح بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كاستجابة لقدرات الأسطول الروسي المتنامية.

أوضحت وزارة الدفاع أن “عملية الحصن الأطلسي” تعتمد على شبكة شاملة متعددة الطبقات من أجهزة الاستشعار، تُنفذ بالتعاون مع سلاح الجو الملكي، والقيادة الاستراتيجية، وحلف الناتو، وشركاء من القطاع الخاص.

استراتيجيات مائية تاريخية

ليست هذه المرة الأولى التي تسعى فيها البحرية البريطانية لمنع أسطول خصم من العمل بحرية في شمال الأطلسي وبحر الشمال.

تشبه جهود عملية “الحصن الأطلسي” تلك التي بذلت خلال الحربين العالميتين، حين كانت المملكة المتحدة تسعى لاحتواء الأسطول الألماني.

على الرغم من تقدم الأسطول الألماني، إلا أنه لم يكن كبيراً بما يكفي لمواجهة البحرية الملكية مباشرةً.

لقد فرضت بريطانيا حصاراً واسعاً على الأسطول الألماني لمنع استهداف السفن التجارية، مشكّلة إحكاماً عسكرياً امتد من اسكتلندا إلى النرويج، ومن اسكتلندا إلى آيسلندا وجرينلاند.

في إطار “الحصن الأطلسي”، تسعى البحرية الملكية البريطانية إلى إقامة حصار جديد في وجه الأسطول الروسي، لضمان عدم تمكن أي غواصة من اختراقه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك