الجمعة 24 أكتوبر 2025
spot_img

مصر تدير لعبة مزدوجة لمصلحة بقاء “حماس”

spot_img

كشف تقرير لموقع JDN الإسرائيلي عن المصالح الاستراتيجية لمصر في بقاء حركة “حماس” لاعباً رئيسياً في قطاع غزة، موضحاً أن القاهرة تدير ما يُعرف بـ”اللعبة المزدوجة” في هذه الأزمة المعقدة.

تعيين رئيس جديد للمخابرات

افتتح الخبير الإسرائيلي د. غولوبنتسيتس تحليله بالتأكيد على أنّ التغييرات الأخيرة في المشهد الأمني المصري، لا سيما تعيين اللواء حسن رشاد رئيساً لجهاز المخابرات العامة، قد أثارت الكثير من التساؤلات. هذا التعيين جاء خلفاً للواء عباس كامل، الذي اعتُبر “جسرًا استراتيجيًا” بين القاهرة وتل أبيب على مدار عقود.

ورغم هذه التغييرات، لا يزال التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل مستمرًا، حتى مع التصريحات السياسية المصرية التي قد تبدو حادة في بعض الأحيان، كما ظهر في مؤتمر الدوحة الأخير.

زيادة الوجود العسكري في سيناء

يسلط التقرير الضوء أيضًا على الوجود العسكري المصري المتزايد في شبه جزيرة سيناء، حيث تضاعف عدد القوات من عدة مئات إلى أكثر من 40 ألف جندي.

تشير مصر إلى أن هذا التوسع تم “بالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة”، مع تركيز على مكافحة التنظيمات الإرهابية. لكن طبيعة هذا التنسيق وما إذا كان يتوافق مع بنود اتفاقية السلام لا تزال موضع جدل، مما يخلق حالة من الغموض حول المشروعية القانونية لهذا الانتشار.

حسابات مصر الاستراتيجية

يوضح غولوبنتسيتس أن قرار مصر بشأن غزة يأتي من “حسابات وطنية واستراتيجية”، إذ تسعى القاهرة للحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل الذي يعد أصلًا استراتيجيًا، خاصة بعد رؤيتها فعالية الجيش الإسرائيلي في الحروب الأخيرة.

كما أن التهديدات الإسرائيلية، مثل تلك التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة النظر في صفقة الغاز بقيمة 35 مليار دولار، أثارت قلقًا كبيرًا في القاهرة، حيث تمثل هذه الصفقة فرصة اقتصادية هائلة، لكن تُعتبر أيضًا نقطة ضعف استراتيجية.

إعمار غزة كفرصة اقتصادية

يرى التقرير أن إعادة إعمار غزة تحمل بعداً اقتصادياً مهماً، حيث تسعى الحكومة المصرية لأن تكون شريكًا رئيسيًا في هذه العملية، مع التركيز على توظيف مقاولين ومعدات مصرية.

يذهب التحليل إلى أن لمصر مصلحة حقيقية في إبقاء حماس كقوة نشطة، مما قد يفسر تجاهلها لبعض عمليات تهريب المعدات إلى القطاع.

استراتيجية القاهرة المزدوجة

يختتم غولوبنتسيتس بالإشارة إلى أن السياسة المصرية بشأن غزة تتبنى “لعبة مزدوجة”، تسعى من خلالها القاهرة للحفاظ على السلام مع إسرائيل، والاحتفاظ بقنوات اتصال مع حماس، فضلاً عن الربح من مشاريع إعادة الإعمار وضمان الدعم الأمريكي.

وفقًا له، تسعى مصر إلى السيطرة على الوضع مع الإبقاء على حالة من “الفوضى المدروسة”، مما يجعل الوصول إلى حل مستقر ودائم في المنطقة أكثر تعقيدًا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك