كشف خبير الموارد المائية المصري، عباس شراقي، عن توقف جميع توربينات سد النهضة الإثيوبي عن العمل، مما دفع إثيوبيا لفتح بوابات المفيض العلوي للسد.
توقف توربينات السد
أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة أن تصريف إحدى بوابات المفيض العلوي للسد يقترب من 200 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا الإيراد اليومي للأمطار في أكتوبر. هذا يشير إلى توقف جميع التوربينات عن العمل بشكل قاطع.
وأكد شراقي في منشور عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” أن التحليل للصور الفضائية يوم 20 أكتوبر رصد استمرار توقف التوربينات بالكامل. يُنتظر أن يتراجع الإيراد اليومي للأمطار عند السد ليصل إلى 150 مليون متر مكعب بنهاية الشهر الجاري، ثم إلى 50 مليون متر مكعب بنهاية نوفمبر.
فتح بوابات المفيض
وأضاف أن فتح بوابة واحدة من المفيض العلوي الست يكفي لتمرير الإيراد الحالي من الأمطار، مع الحفاظ على مخزون البحيرة في حال استمرار توقف التوربينات. وفي حال بدء تشغيل متوسط لأربعة توربينات، سيجري غلق بوابة المفيض.
وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أن السد العالي يستقبل الإيراد المائي بكفاءة عالية، وأن تخزين المياه يتم بصورة طبيعية، حيث لا يزال مفيض توشكي مغلقًا حتى تاريخ 19 أكتوبر.
الأبعاد الاقتصادية والبيئية
سد النهضة الإثيوبي، الذي اكتمل بناؤه واُفتتح رسميًا هذا العام على النيل الأزرق، هو أحد المصادر الرئيسية لنهر النيل وأكبر مشروع هيدروليكي في أفريقيا بتكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار أمريكي. يهدف المشروع إلى توليد 5,150 ميغاواط من الكهرباء، مما يشكل نحو 40% من احتياجات إثيوبيا الطاقوية.
يحتوي السد على 13 توربينا مع بحيرة تخزين سعة 74 مليار متر مكعب. تمت عمليات ملء خزان السد خمس مرات حتى سبتمبر 2024، ليصل منسوب المياه إلى 638 متراً فوق سطح البحر.
الخلافات الإقليمية
على الرغم من الفوائد المحتملة للسد، يثير الموضوع خلافات حادة مع مصر والسودان. تعتمد مصر والسودان بشكل كبير على نهر النيل، بنسبة 97% و55% من احتياجاتهما المائية على التوالي.
مصر، التي كانت تتلقى تاريخيًا 55.5 مليار متر مكعب سنويًا بموجب اتفاقيات 1929 و1959، تخشى أن يؤثر السد على تدفق المياه، مما يهدد الزراعة والأمن المائي لقرابة 100 مليون نسمة.
بينما يعبر السودان عن فوائد في مجال الري والكهرباء، إلا أنه قلق من احتمال وقوع فيضانات غير منسقة كما حدث في أكتوبر 2025، عندما أدى فتح بوابات السد إلى إغراق مناطق في الروصيرص، مما دفع إثيوبيا لاحقًا لتقليل التصريف إلى 300 مليون متر مكعب يوميًا لتجنب الأضرار.