واشنطن تشهد تطورات قضائية مثيرة، حيث طالب جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، محكمة فدرالية بإسقاط التهم الجنائية الموجهة إليه، معتبراً إياها مدفوعة بـ “أحقاد شخصية” من الرئيس دونالد ترمب.
كومي يواجه اتهامات
اعتبر كومي، البالغ من العمر 64 عامًا والمعروف بمعارضته الصريحة لترمب، القضية المرفوعة ضده “مقاضاة انتقامية وانتقائية” تستوجب الرفض. وكان كومي قد دفع ببراءته في وقت سابق من تهم الإدلاء بشهادات كاذبة وعرقلة إجراءات الكونغرس.
كومي يعد أول معارض لترمب يواجه اتهامات في إطار تحرك قضائي يُنظر إليه على نطاق واسع كحملة انتقام يشنها الرئيس الجمهوري على خصومه السياسيين، ما يزيد من حدة الجدل السياسي والقانوني في الولايات المتحدة.
ترمب وحملة الانتقام
الرئيس ترمب يدفع أيضًا باتجاه محاكمة المدعية العامة لنيويورك، ليتيشا جيمس، التي فازت في عام 2024 بدعوى ضد ترمب تتهمه بالمبالغة في تقدير ثروته الشخصية بشكل احتيالي، حيث وجهت لجيمس تهمتا الاحتيال المصرفي وتقديم بيانات كاذبة.
وفي سياق متصل، واجه جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترمب خلال ولايته الأولى، 18 تهمة بنقل معلومات مصنفة والاحتفاظ بها، مما يعكس تصاعد التوترات القضائية والسياسية.
اتهامات بإساءة استخدام السلطة
أكد محامو كومي في دفوع قدمت إلى محكمة فيرجينيا، أن محاكمة موكلهم تمثل “إساءة استخدام فاضحة للسلطة من جانب الحكومة الفيدرالية”، مشيرين إلى أن الدستور يكفل للأفراد الحق في التعبير عن آرائهم ضد الحكومة ويمنع الحكومة من الانتقام منهم.
أضاف وكلاء الدفاع عن كومي أن الرئيس ترمب أمر وزارة العدل بملاحقة كومي بسبب “أحقاد شخصية” وانتقاداته المتكررة لممارسات الرئيس، مؤكدين أن التهم وجهها مدع عام اختاره ترمب بعد أن رفض سلفه المضي قدمًا في القضية.
خلفيات القضية والتهم الموجهة
تعود جذور الاتهام الموجه لكومي إلى شهادة أدلى بها تحت القسم أمام لجنة في مجلس الشيوخ في عام 2020، ضمن تحقيق حول تعاون محتمل بين فريق حملة ترمب وموسكو في انتخابات عام 2016.
يواجه كومي اتهامات بالإدلاء ببيانات كاذبة حول تفويضه لموظف في مكتب التحقيقات الفيدرالي ليكون مصدراً مجهولاً للتقارير الإعلامية، ويواجه عقوبة قد تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات في حال إدانته.
ترمب يهاجم كومي
جاءت الاتهامات بعد أيام من دعوة ترمب العلنية لوزيرة العدل بام بوندي للتحرك ضد كومي وغيره ممن يعتبرهم أعداء وخصوما سياسيين، في تحول عن مبدأ استقلالية وزارة العدل.
أشاد ترمب بتوجيه الاتهامات لكومي، ووصفه بأنه “من أسوأ الأشخاص الذين واجهتهم البلاد على الإطلاق”، وذلك في ظل الإجراءات العقابية التي اتخذها ترمب ضد معارضيه السياسيين منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.