نزوح جماعي تشهده مدينة الفاشر السودانية، حيث فرت مئات الأسر نحو مخيمات النزوح في شمال دارفور، نتيجة لتصعيد عسكري خطير. وتتعرض المدينة المحاصرة لقصف عنيف بالمسيرات والمدفعية من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
أوضاع إنسانية حرجة
أكد آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور، وصول مئات العائلات النازحة حديثًا، خاصةً النساء والأطفال، إلى منطقة طويلة وسط ظروف إنسانية معقدة.
واشار في بيان له أن المنطقة استقبلت في الأشهر الماضية أعدادًا كبيرة من النازحين الفارين من الفاشر والمخيمات المحيطة بها، ما يفاقم الضغط على الموارد المحدودة.
صد هجمات الفاشر
أعلنت الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني عن تصدي قواتها وفصائل متحالفة لهجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر من ثلاثة محاور مختلفة.
وأكدت الفرقة في بيان صحفي أنها ردت بقوة على الهجوم، وأوقعت عشرات القتلى في صفوف قوات الدعم السريع، من بينهم قادة بارزون، بالإضافة إلى تدمير عدد من المركبات القتالية.
نزوح مستمر من المدينة
أفاد شهود عيان من الفاشر بأن نقص الغذاء الحاد دفع الآلاف من المدنيين إلى مغادرة المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرين إلى أن موجات النزوح مستمرة مع كل صباح جديد.
وأوضحوا أن تصاعد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل المناطق السكنية، واستهداف مراكز الإيواء، يجبر المدنيين على النزوح قسرًا إلى المخيمات في شمال الولاية رغم المخاطر.
إغلاق المطابخ العامة
أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة محلية معنية بتوثيق انتهاكات الحرب، أن عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق المحلية أجبر معظم المطابخ العامة التي كانت توفر الغذاء مجانًا على إغلاق أبوابها.
وذكرت التنسيقية أن حركة النزوح من الفاشر مستمرة، وأن العديد من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، يفرون يوميًا إلى بلدة طويلة، التي تعتبر أكثر أمانًا نسبيًا، للحصول على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والمحلية للنازحين.
ممرات آمنة للنازحين
زعمت قوات الدعم السريع في تسجيل مصور تم نشره على منصة تلغرام أنها لا تزال تعمل على تأمين خروج العشرات من النساء والشباب من المدينة عبر ممرات آمنة إلى مناطق تؤوي النازحين في شمال الولاية.
وكان عز الدين الصافي، وزير الهيئة الوطنية للوصول الإنساني في الحكومة الموازية، قد أكد في وقت سابق أن قوات تأسيس أشرفت على تسهيل دخول قوافل إنسانية إلى مناطق في شمال دارفور لتلبية احتياجات النازحين من الفاشر.
تحذيرات أممية من كارثة
أشار تقرير أممي حديث إلى أن الفاشر تأوي حوالي 260 ألف مدني، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية. وحذر التقرير من أن الحصار المفروض على المدينة وقطع طرق الإمداد وتوقف وصول القوافل الإنسانية قد يؤدي إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة.
غارات جوية متبادلة
شنت مسيرات تابعة للجيش السوداني غارات على مواقع مدنية تقع داخل مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في إقليم دارفور.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في الحكومة الموازية أن الجيش السوداني شن سلسلة من الغارات بطائرات مسيرة استهدفت المدنيين في مدينة الجنينة وضاحية الزرق وسوق سرف عمرة شمال الإقليم، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من النساء والأطفال.