تشهد قناة السويس تحديات اقتصادية كبيرة، حيث تقدر خسائرها بنحو 9 مليارات دولار خلال العام الماضي، وذلك على خلفية التوترات الإقليمية وتأثيراتها على حركة الملاحة الدولية. وتأمل مصر في استعادة نشاط القناة وعوائدها بعد استقرار الأوضاع في المنطقة.
خسائر فادحة لقناة السويس
أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده تتطلع إلى استعادة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر وخليج عدن بعد انتهاء الحرب على غزة، مما سينعكس إيجاباً على حركة الملاحة في قناة السويس.
وتأثرت إيرادات القناة بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة 60% خلال عام واحد فقط، مما أدى إلى خسائر تجاوزت 9 مليارات دولار.
تأثير هجمات الحوثيين
تعتبر قناة السويس مصدراً حيوياً للدخل القومي المصري، إلا أنها واجهت صعوبات جمة نتيجة هجمات جماعة “الحوثي” في اليمن على خطوط الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك كرد فعل على الحرب الإسرائيلية في غزة.
وأشار وزير الخارجية إلى انخفاض حركة العبور اليومية في القناة من 72 سفينة إلى ما بين 25 و30 حاوية فقط.
الهدوء المستدام ضروري
يرى خبير النقل الدولي أسامة عقيل أن وقف إطلاق النار في غزة لا يكفي لعودة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس، بل يتطلب الأمر “هدوءاً مستداماً” لطمأنة شركات الملاحة الدولية.
وأوضح أن استمرار المخاطر الأمنية، حتى في ظل الهدوء المؤقت، يثني الشركات عن العودة إلى القناة.
تحسن نسبي في الملاحة
أفاد تقرير صادر عن المركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري بتحسن مؤشرات الملاحة في قناة السويس خلال النصف الأول من العام، حيث ارتفع عدد السفن العابرة بنسبة 3.1% ليصل إلى 3074 سفينة.
كما زادت الحمولات الصافية للسفن بنسبة 6% لتصل إلى 122.5 مليون طن، وتحسنت الإيرادات بنسبة 8.3% لتبلغ 975.8 مليون دولار.
آليات قياس المخاطر
أكد عقيل أن شركات الملاحة الدولية تعتمد على آليات محددة لتقييم المخاطر قبل عبور قناة السويس، حيث تتواصل مع شركات التأمين العالمية للحصول على تقارير حول المخاطر المحتملة وتحديد قيمة التأمين على الرحلة.
وأشار إلى أن ارتفاع قيمة التأمين يدفع الشركات إلى تجنب العبور من القناة أو تأجيل الرحلة.
محددات إضافية للمخاطر
أوضح خبير النقل الدولي أن “العلم الذي ترفعه السفينة” يعتبر أيضاً من محددات قياس المخاطر، حيث أن السفن التي ترفع علم دولة طرف في التوترات الإقليمية تواجه مخاطر أعلى.
وأشار إلى أن بعض السفن تلجأ إلى تغيير العلم المرفوع لتجنب هذه المخاطر.
جهود مصرية لتنشيط القناة
تبذل مصر جهوداً حثيثة للحد من تأثير التوترات على حركة الملاحة في قناة السويس، وذلك من خلال إطلاق حملات ترويجية لجذب شركات الشحن للعودة إلى البحر الأحمر.
كما أعلنت هيئة قناة السويس عن حوافز وتخفيضات تشجيعية لسفن الحاويات الكبيرة بهدف تحفيزها على استخدام القناة.