مع تصاعد حدة الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان خلال شهر تشرين الأول الماضي، اتهمت إسلام آباد جارتها الهند بتأجيج الصراع الحدودي، في تطور يعكس عمق التوترات الإقليمية. وتصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الدول الثلاث، مما يثير مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي.
اتهامات متبادلة
وجه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتهامات مباشرة للهند بتحريض حركة طالبان الأفغانية، في حين وصف وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف حكومة كابل بأنها وكيل للهند. وتأتي هذه التصريحات في ظل تبادل للاتهامات بين البلدين بدعم جماعات مسلحة لزعزعة الاستقرار.
جذور الخلاف
يعود الخلاف بين باكستان وأفغانستان إلى عقود مضت، وتفاقم مع عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021. وتتهم إسلام آباد حركة طالبان بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما تنفيه الحركة.
تقارب أفغاني هندي
تابعت إسلام آباد بحذر التقارب بين الهند وأفغانستان بقيادة طالبان، والذي تجسد في زيارة وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، إلى نيودلهي في تشرين الأول الماضي. وتزامنت هذه الزيارة مع انفجارات هزت كابل وسوقاً قرب الحدود مع باكستان.
مخاوف باكستانية
يرى مراقبون أن التقارب الهندي الأفغاني أثار حفيظة باكستان، التي تعتبره تهديداً لأمنها القومي. وقال الخبير في العلاقات الدولية وحيد فقيري، إن دعوة الهند لطالبان جاءت لتأجيج التوتر القائم بين باكستان وأفغانستان.
تصعيد عسكري
أدت المواجهات الحدودية بين باكستان وأفغانستان إلى قصف مدفعي وغارات جوية، في أسوأ موجة عنف تشهدها المنطقة منذ سنوات. وبعد انهيار هدنة أولى، تم التوصل إلى اتفاق ثان لوقف إطلاق النار في الدوحة في 19 تشرين الأول.
توتر العلاقات
بعد فترة من التحالف، تدهورت العلاقات بين أفغانستان وباكستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وعودة طالبان إلى الحكم. وتتهم إسلام آباد طالبان بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية، ما يزيد من حدة التوتر.
حملة ترحيل
أدى تصاعد العنف إلى حملة ترحيل جماعية طالت ملايين اللاجئين الأفغان، الذين تتهمهم إسلام آباد بتأجيج الجريمة داخل باكستان. وتعتبر باكستان أن زيارة وزير خارجية طالبان إلى نيودلهي ربما فاقمت التوتر، لكنها ليست السبب الرئيسي للهجمات.
اتهامات متبادلة
ينفي الجيش الباكستاني الاتهامات الموجهة إليه بدعم طالبان باكستان، معتبراً أن باكستان تحاول التهرب من مسؤولية مشاكلها الداخلية. وتصف الخارجية الهندية هذه الاتهامات بأنها “ممارسات قديمة” من جانب باكستان لإلقاء اللوم على الآخرين.
توازنات إقليمية
يعتبر تقارب نيودلهي مع كابل تطوراً لافتاً، خاصة في ظل تبني رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للقومية الهندوسية. وقد أثار غياب الصحافيات عن مؤتمر صحفي لوزير خارجية طالبان انتقادات واسعة في الهند.
تضامن أفغاني
تغير الرأي العام الهندي بعد أن عبر وزير خارجية طالبان عن تضامنه مع الهند بعد هجوم إرهابي وقع في كشمير. وزاد هذا التضامن من غضب باكستان، خاصة بعد أن أشار البيان المشترك إلى إقليم كشمير باسم “جامو وكشمير، الهند”.
دعم دبلوماسي
أعلنت الهند ترقية بعثتها الدبلوماسية في كابل إلى مستوى سفارة كاملة، في خطوة تعتبر تقدماً نحو هدف طالبان بالحصول على اعتراف دولي رسمي. ويرى محللون أن استئناف العلاقات مع نيودلهي يمثل مكسباً سياسياً مهماً لطالبان.