المغنية الأفغانية نغمة تشعل حماس جمهورها في لندن، حيث تجسد لهم الجمال والموسيقى وحب الوطن. ورغم مرور أكثر من أربعة عقود على مسيرتها الفنية المفعمة بالحنين والآلام، لا تزال نغمة تحظى بشعبية واسعة بين الأجيال الأفغانية.
نغمة.. رمز الصمود
في عقدها السابع، تعتبر نغمة رمزاً للأفغان في الداخل والخارج، تشاركهم وجع الحرب وتغني لهم عن الوطن. ورغم المآسي الشخصية التي مرت بها، تظهر نغمة بحيوية لافتة، وتواصل جولاتها الفنية وتسجيل الأغاني.
مأساة شخصية
“قصة حياتي مأساوية حقاً”، هكذا وصفت نغمة حياتها، مشيرة إلى فقدانها لأربعة أشقاء في الجيش، وإصابة أختها في كابل. ورغم ذلك، لم تفقد نغمة الأمل، وتستمر في إسعاد جمهورها.
حظر طالبان للموسيقى
منذ سيطرة حركة طالبان على كابل في عام 2021، لم تعد نغمة تغني في أفغانستان، بسبب الحظر الذي فرضته الحركة على الموسيقى ومنع النساء من الظهور في المجال العام.
دور الفنانين الأفغان
يرى معجبو نغمة أن الفنانين، مثلها، تحولوا إلى رموز ومناصرين للأفغان، خاصة بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وسيطرة طالبان. ويقوم هؤلاء الفنانون بجمع التبرعات لضحايا الزلازل، والمطالبة بإعادة فتح مدارس البنات.
مطالبة طالبان بإنهاء العنف
في عام 2013، طالبت نغمة حركة طالبان بالتوقف عن حرق المدارس، وغنت دون موسيقى احتراماً لحظر الحركة للموسيقى. ومنذ ذلك الحين، شددت نغمة على أهمية التعليم في أغانيها، وتستعد لإطلاق أغنية جديدة تحمل رسائل لشعبها.
انتقادات وشائعات
تتعرض نغمة لانتقادات بسبب عملها في فرقة وزارة الداخلية الموسيقية خلال الحقبة الشيوعية، كما طالتها شائعات حول اختطافها من قبل أحد أمراء الحرب، وهو ما تنفيه نغمة بشدة، مؤكدة أنها مجرد شائعات تهدف إلى تشويه سمعتها.
شعبية جارفة
تغني نغمة بلغتي الداري والبشتو، وتحظى بشعبية واسعة بين البشتون، رغم الانقسامات في المجتمع الأفغاني. ويرى معجبوها أنها مهدت الطريق أمام الفنانات الشابات، وتحملت الكثير من الإهانات بسبب غنائها.
تحديات المرأة في الغناء
في ظل الثقافة الأفغانية المحافظة، واجهت المرأة تحديات كبيرة في مجال الغناء، بسبب الحظر الديني والنظرة الدونية للمغنيات في المجتمع. ومع دخول أفغانستان في دوامة الحرب، أصبحت الموسيقى والمغنون أدوات في الصراعات الآيديولوجية.
بداية المسيرة الفنية
اكتشفت نغمة حبها للشعر والغناء في سن مبكرة، وكتبت أول قصيدة لها وهي في الـ13 من عمرها. وفي سن الـ16، انتقلت إلى كابل وانضمت إلى إذاعة أفغانستان، لتنطلق مسيرتها الفنية.
“صوت مثالي”
يتذكر أحمد سرمست، مدير المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان، انضمام نغمة إلى الإذاعة في أواخر السبعينات، واصفاً صوتها بالمثالي. واتخذت نغمة الاسم الفني “نغمة” الذي يعني “اللحن”.
أغاني الحب والشعبية
شكلت نغمة ثنائياً ناجحاً مع الموسيقي منكل، وتزوجته لاحقاً، واشتهرا بأغانيهما الشعبية والرومانسية. وقالت نغمة: “في تلك الأيام، كان كل شيء يتمحور حول الحب”.
تهديدات واغتيال
تعرضت نغمة ومنكل للتهديد من قبل المجاهدين، الذين بدأوا حملة اغتيالات ضد الأشخاص المرتبطين بالحكومة في كابل. وفي أوائل التسعينات، قُتلت أختها في هجوم استهدفها هي.
“الطيار الحبيب”
بعد أيام قليلة من مقتل أختها، سجلت نغمة أغنيتها الشهيرة “الطيار الحبيب”، لرفع معنويات الجيش الأفغاني. وظهرت نغمة في الفيديو المصور للأغنية حزينة، حداداً على أختها.
حياة اللجوء
بعد ذلك، فرت نغمة من كابل مع أطفالها، وبدأت حياة اللجوء، متنقلة بين دبي وباكستان، ثم استقرت في الولايات المتحدة. وتعيش نغمة حالياً مع أختها في مدينة ساكرامنتو.