في تطور لافت، سلّم جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، نفسه للسلطات الفيدرالية اليوم الجمعة، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بتسريب معلومات سرية مصنفة، وفقًا لما أوردته وكالة “أسوشييتد برس”.
ويأتي هذا الإجراء القضائي ضد بولتون في سياق تصاعد الانتقادات الموجهة للرئيس ترامب، حيث يعتبر بولتون ثالث شخصية بارزة من معارضي الرئيس السابق تواجه اتهامات جنائية في الأسابيع الأخيرة.
بولتون في المحكمة
وصل بولتون إلى المحكمة الفيدرالية في غرينبلت بولاية ماريلاند، دون الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين، حيث من المقرر أن يمثل أمام القضاء في جلسة أولية.
وشوهد بولتون وفريقه وهم يدخلون مكتب “خدمة المارشال الأميركية” لإتمام إجراءات تسليم نفسه رسميًا.
اتهامات تسريب المعلومات
تفيد لائحة الاتهام بأن بولتون متهم بمشاركة معلومات حساسة مع اثنين من أقاربه، يُعتقد أنهما زوجته وابنته، بغرض استخدامها المحتمل في كتاب كان يعمل على تأليفه. وتتضمن المواد المسربة ملاحظات حول إيجازات استخباراتية واجتماعات مع مسؤولين حكوميين كبار وقادة أجانب.
وقد صرح بولتون في بيان سابق بأنه يتطلع إلى معركة للدفاع عن سلوكه القانوني وكشف ما وصفه بـ”إساءة ترامب للسلطة”.
نفي الاتهامات
من جانبه، أكد محامي بولتون، آبي لوييل، أن موكله “لم يشارك أو يخزن أي معلومات بشكل غير قانوني”.
وتأتي هذه الاتهامات وسط ضغوط يمارسها ترامب على وزارة العدل لملاحقة خصومه السياسيين، بحسب “أسوشييتد برس”.
تحقيق سابق
تجدر الإشارة إلى أن التحقيق في قضية بولتون بدأ في عام 2022، قبل تولي ترامب الرئاسة مجددًا، وينظر إليه داخل وزارة العدل على أنه أقوى من القضايا المرفوعة ضد خصوم آخرين لترامب.
وتتضمن لائحة الاتهام، المقدمة أمام المحكمة الفيدرالية في ماريلاند، 18 تهمة، تتراوح بين نقل معلومات خاصة بالدفاع الوطني وحيازة تلك المعلومات، وكلها تُعد انتهاكًا لقانون التجسس الأميركي.
عقوبة قانون التجسس
تبلغ العقوبة القصوى لكل تهمة 10 سنوات سجناً، إلا أن الحكم النهائي يظل بيد القاضي الذي يأخذ في الاعتبار عدة عوامل وظروف القضية.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن بولتون ناقش مع أقاربه، الذين لم يُكشف عن هويتهم، إمكانية استخدام هذه المواد في كتابه، وكان يشير إليهم بصفة “محرريه”.
بولتون وترامب
شغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز معارضيه، وعمل سابقًا سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وفي مذكراته التي نُشرت العام الماضي، وصف بولتون ترامب بأنه غير مؤهل للرئاسة.
وعندما سُئل ترامب عن توجيه التهم إلى بولتون، وصفه بـ”الرجل السيئ”.