في تطورات متسارعة تشهدها مدغشقر، أعلن ضابط برتبة كولونيل في الجيش اليوم عن تولي المؤسسة العسكرية مسؤولية إدارة الدولة، وذلك عقب فرار الرئيس أندري راجولينا من البلاد، وسط احتجاجات شعبية متزايدة.
الجيش يتسلم السلطة
أكد الكولونيل مايكل راندريانيرينا، قائد وحدة النخبة المعروفة بـ”كابسات”، عبر الإذاعة الوطنية أن الجيش قد تسلم مقاليد السلطة في مدغشقر، وأشار إلى حل جميع المؤسسات الحكومية باستثناء مجلس النواب.
يأتي هذا الإعلان بعد تصويت البرلمان على عزل راجولينا، وقبل دقائق فقط من إعلان راندريانيرينا، مما يضع البلاد في مرحلة انتقالية غير مستقرة.
تمرد عسكري واحتجاجات
قاد الكولونيل راندريانيرينا تمرداً لجنود انضموا إلى المحتجين، غالبيتهم من جيل زد، المطالبين بالتغيير السياسي والإصلاحات الاقتصادية في البلاد.
وكان رئيس مدغشقر قد أعلن في وقت سابق من اليوم نفسه عن حل مجلس النواب، في محاولة لاحتواء الأزمة السياسية المتفاقمة.
حل الجمعية الوطنية
أصدر راجولينا مرسوماً يقضي بحل “الجمعية الوطنية” بشكل فوري، وفقاً لبيان نشر على صفحة الرئاسة على موقع “فيسبوك”.
ولا يزال مكان وجود الرئيس السابق راجولينا مجهولاً، وسط تصاعد الاحتجاجات المطالبة باستقالته، وانضمام وحدة عسكرية نخبوية إلى صفوف المحتجين.
“مكان آمن” ودعوة لـ “احترام الدستور”
في خطاب متلفز بُث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أفاد راجولينا بأنه غادر البلاد خوفاً على حياته، مؤكداً وجوده في “مكان آمن”، ودعا إلى “احترام الدستور”، في أول تعليق له منذ انضمام العسكريين إلى الاحتجاجات.
وذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن راجولينا استقل طائرة عسكرية فرنسية إلى جزيرة لا ريونيون، قبل أن يغادر إلى وجهة أخرى مع عائلته.
قلق فرنسي على الأوضاع
خلال مشاركته في قمة حول غزة في شرم الشيخ، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “قلق كبير” حيال الوضع في مدغشقر، مؤكداً على أهمية الحفاظ على النظام الدستوري والاستمرارية المؤسسية.
وشدد ماكرون على ضرورة عدم استغلال الشباب المحتجين من قبل فصائل عسكرية أو تدخلات خارجية، معبراً عن صداقة فرنسا تجاه الشعب الملغاشي.
اتهامات بمحاولة اغتيال
يذكر أن راجولينا، الذي فاز بولاية رئاسية جديدة في 2023 في انتخابات قاطعتها المعارضة، كان قد اتهم “مجموعة من العسكريين والسياسيين” بالسعي لقتله.