تستعد شركات صينية لتطوير طائرة نقل استراتيجية جديدة من شأنها إحداث تحولات جذرية في القدرات اللوجستية للقوات الجوية الصينية. يتوقع أن تقدم هذه الطائرة نطاق عملياتي عالمي حقيقي، وتعزز قدرة الجيش على تنفيذ مهام عابرة للقارات.
تصميم مبتكر
وفقاً لوثيقة فنية حديثة، تخطط الفرق الهندسية لتبني تصميم مدمج يجمع بين جناح الطائرة وجسمها في وحدة واحدة، وهو تحول مهم عن الطائرة الحالية Y-20، التي تُعتبر الأثقل والأكثر استخداماً في الصين. تجدر الإشارة إلى أن هذا التصميم سيساهم في زيادة الكفاءة التشغيلية.
وركزت الورقة على الأهداف الرئيسية لتصميم الطائرة الجديدة، بما في ذلك تحقيق مدى أطول وقدرة حمولة أعلى، مما يسهل العمليات من مدارج أقل احترافية. الطائرة الجديدة من المتوقع أن تصل إلى مدى 6,500 كيلومتر محملة بالكامل، مما يسمح بتنفيذ مهام عابرة للقارات دون الحاجة للتزود بالوقود.
قدرات متفوقة
في المقابل، تصل قدرة الطائرة Y-20 الحالية إلى 4,500 كيلومتر، مما يجعلها ضمن الأطول في العالم، بينما تبلغ قدرة الطائرة C-5 Galaxy الأميركية 4,150 كيلومتراً. يتوقع أن تتمتع الطائرة جديدة بحمولة تصل إلى 120 طناً، مع وزن إقلاع أقصى يقارب 470 طناً، مما يعكس قفزة نوعية في القوة اللوجستية.
عندما يتم مقارنة هذه البيانات مع سعة Y-20 الحالية التي تبلغ 66 طناً، يتضح أن الطائرة الجديدة ستجمع بين القدرة على حمل كميات أكبر ونطاق عملياتي يضاهي الطائرات الغربية بأفضلية ملحوظة.
التنافس في السوق
على الرغم من تصورات الصين، أعلنت شركة Radia الأميركية في سبتمبر الماضي عن طائرة WindRunner الكبرى، والتي تم تصميمها لتلبية احتياجات وزارة الدفاع الأميركية وحلفاء “ناتو”. وتُعتبر WindRunner الأضخم في فئتها عالمياً، حيث تتيح نقل محتويات تصل إلى 7 أضعاف حجم C-5 و12 ضعف حجم C-17، مما يجعلها أكثر فعالية في تقديم الأنظمة التشغيلية.
هذا الجدل حول تصميم الطائرات الكبير لا يقتصر على الصين وأميركا فحسب، بل يبرز تحديات جديدة في سوق النقل الجوي العالمي. الطائرة الصينية الجديدة، في حال قُبِلَت تقنياتها، قد تمثل قفزة للأمام في عصر النقل الجوي الحديث.
تحديات مستقبلية
أحد العوامل الحاسمة في نجاح الطائرة الجديدة يتمثل في تكوين جناحها وجسمها المختلط، مما يسهم في تحسين كفاءة الديناميكا الهوائية. كما يتوقع تزويد الطائرة بمحركات فائقة التطور، مما يعزز من أدائها وقدرتها التشغيلية العامة.
علاوة على ذلك، قد تتاح للطائرة فرص للتطوير والتكيف مع أدوار جديدة، مثل مهام الدعم اللوجستي والتزود بالوقود في العمليات العسكرية طويلة المدى. وتعكس هذه الاتجاهات الأخيرة في تطور القدرات الجوية الصينية تعميق قدرتها على الانتشار عبر القارات.
آفاق مستقبلية
يأتي تطوير هذه الطائرة الجديدة في وقت تسعى فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا لتحديث أسطولهما من طائرات النقل. إلا أن غياب شبكة قواعد عسكرية على المستوى العالمي، مثل تلك التي تملكها الولايات المتحدة، يطرح تساؤلات حول الاستخدامات المحتملة لهذه الطائرة.
وربما تكون الطائرة الجديدة مخصصة بشكل جزئي للاستخدام المدني لتعزيز الإنتاج، مع احتمال تصديرها في حال واجه البرنامج الصيني أية تأخيرات. تُعَد هذه التطورات جزءاً من استراتيجية الصين لتحسين قدراتها اللوجستية وتعزيز موقفها في الساحة العسكرية العالمية.