الأربعاء 15 يناير 2025
spot_img

أسرار جديدة تكشف حقائق هجوم الكلورين في سوريا

روى طبيبان وممرض من مدينة دوما قرب دمشق، في مقابلات حصرية مع وكالة “فرانس برس”، الضغوط التي تعرضوا لها من قبل النظام السوري خلال أبريل 2018، بعد إسعافهم عشرات المصابين نتيجة هجوم استخدم فيه غاز الكلورين، وذلك في محاولة لإنكار إقرارهم بأعراض تشير إلى استخدام سلاح كيميائي.

تفاصيل الهجوم الكيماوي

في السابع من أبريل، استُهدف مبنى قريب من مستشفى ميداني حيث نقل المصابون، وكان ضمن الطاقم الطبي الطبيبَين والمسعف. وبعد ذلك بفترة وجيزة، انتشر شريط فيديو يظهر حالة من الفوضى داخل المستشفى، حيث كان الأطباء يسعفون المصابين، بما فيهم أطفال.

وعلى الرغم من أن ناشطين ومسعفين اتهموا الحكومة السورية بالتحضير لهذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 43 شخصًا، إلا أن دمشق نفت هذه الاتهامات.

استدعاءات أمنية وضغوطات متزايدة

وأكد الشهود الثلاثة أنهم استُدعوا إلى مقر الأمن الوطني بعد الهجوم. وذكر أخصائي الجراحة العظمية، الدكتور محمد ممتاز الحنش، أنه وُجّه له أن يخرج لمقابلة الجهات الأمنية في دمشق، مع إشارة إلى أنهم على علم بمكان عائلته.

وأضاف أنه ذهب مع فريق من الأطباء إلى مبنى الأمن الوطني، حيث تم استجوابهم. سُئلوا عن تفاصيل اليوم الذي حدث فيه الهجوم، وعن الأشخاص الذين تعرضوا للاختناق، وحاولوا تقديم إجابات غير مباشرة، مبينين أنهم لم يتعاملوا مع نقص الأكسجين بسبب الغاز السام.

تبريرات وتهديدات

برر الحنش بعض أعراض الاختناق الخفيفة بوجود سواتر ترابية حول المستشفى، والتي وضعت لحمايته من القصف، حيث كانت دوما تتعرض لحصار شديد وقصف مكثف. وتحدث طبيب الطوارئ والعناية المشددة، حسان عبد المجيد عيون، عن تجربته مع المحقق، مشيرًا إلى أن مسدس المحقق كان موجهاً نحوه أثناء حديثه.

كما خضع موفق نسرين، المسعف والممرض، للاستجواب بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يسعف فتاة تعاني من آثار غاز سام.

الضغط والإسقاطات السياسية

أوضح نسرين أنه شعر بالضغط الكبير بسبب وجود عائلته في دوما مثل معظم الكادر الطبي، مشيرًا إلى أن السلطات أرادت إنكار وقوع هجوم كيميائي، لتجنب المزيد من الاعتقالات والمداهمات في المدينة.

وقع الهجوم بعد حصار شاق وقصف مكثف تعرضت له دوما، وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نهاية يناير 2023 أن محققيها خلصوا إلى أن “القوات الجوية العربية السورية هي التي نفذت الهجوم”، وهو ما نفته دمشق وموسكو.

نتائج التحقيقات الدولية

علق رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو إرياس، على نتائج التحقيقات بالقول إن “العالم يعرف الآن الحقائق”، وأكد أن “الأمر متروك للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ملموسة.”

 

اقرأ أيضا

اخترنا لك