السبت 11 أكتوبر 2025
spot_img

مروان ليس جاسوساً: الموساد فشل في خداع الحرب

spot_img

سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الضوء على الفضيحة التي تحيط بجهاز الموساد، مستعرضةً الفشل الكبير الذي واجهه الجهاز نتيجة الخداع الاستراتيجي الذي أعده رجل المخابرات المصرية الراحل أشرف مروان قبل حرب أكتوبر 1973.

التسريبات الجديدة

في ملحقها الأسبوعي تحت عنوان “الجزء الثاني من ملاك الكذب”، أعلنت الصحيفة عن انتقادات شديدة لرواية الموساد التقليدية حول مروان، المعرف بـ “الملاك”، الذي تم تقديمه كجاسوس لإسرائيل. وأكدت الصحيفة أن الحقيقة تشير إلى أنه لم يكن عميلاً للإسرائيليين على الإطلاق، بل كان جزءًا أساسيًا من خطة الخداع المصرية التي عكرت صفو الاستخبارات الإسرائيلية بشكل كامل.

وبحسب التحليلات، بذل الموساد جهوداً حثيثة طوال 52 عامًا لحماية سمعته بعد هذا الفشل. وفي الواقع، كان مروان “طعمًا” في خطة ذكية تمكنت من خداع إسرائيل.

أدوار مروان ونجاحه

أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن مروان، الذي ارتبط بزواج من ابنة الرئيس جمال عبد الناصر، لم يكن أبدًا عميلًا للموساد، بل كان المحرك الرئيسي وراء الخطة المصرية. حيث نجح في تفويت معلومات دقيقة على الإسرائيليين، مما جعلهم يتجاهلون موعد الحرب الحقيقي.

من خلال ثقة الموساد العمياء بقيادته، تمكن مروان من إقناع الإسرائيليين بأن الحرب قد تُؤجل إلى نهاية العام، مما أدى بهم إلى الغفلة القاتلة قبل الهجوم.

نتائج التحقيقات العسكرية

وكما أشار مسؤول استخباراتي إسرائيلي، فإن مروان جعل إسرائيل في حالة من الغفوة، حيث لم يؤخذ أي معلومات استخباراتية أخرى بعين الاعتبار ما لم تأت من المصدر الرئيسي. أدى ذلك إلى عدم استنفار الاحتياطات في الوقت المناسب، مما جعل الاستخبارات تدرك الهجوم بعد فوات الأوان.

عندما بدأ جهاز المخابرات العسكرية “آمان” التحقيق حول احتمال كون مروان عميلاً مزدوجًا، سارع الموساد إلى تشكيل لجنة خاصة، والتي أفضت إلى الاستنتاج بأنه من المستحيل أن تكون العملية كلها خدعة مصرية.

أزمة الثقة والمآلات

على الرغم من جهود الموساد لتبرير سياسته، كان شلومو جازيت، رئيس الجهاز خلف زامير، مقتنعًا بأنه تم خداعهم بشكل واضح. وبعد مضي أكثر من عام على الحرب، أُسس فريق للتحقيق في القضية، إلا أنه واجه مقاومة داخلية من الموساد نفسه، الذي اعتبر شكوك جازيت “لا أساس لها من الصحة”.

تتبع هذا الفشل حملة من التغطية التي هدفت إلى الحفاظ على سمعة الموساد، مما أدى إلى نشر كتاب يمدح النجاحات المزعومة في تلك الفترة، والتي تواصلت حتى أسابيع قليلة ماضية مع الهجوم المفاجئ من قبل حماس في 7 أكتوبر 2023.

شهادات جديدة تدحض الرواية

في خطوة مثيرة، قبل نشر الجزء الأول من التحقيق، قدّمت “يديعوت أحرونوت” قائمة بأسئلة للموساد، إلا أن الرد كان إنكارًا قاطعًا لأي إمكانية للخداع. كما تم الاستفادة من شهادات “دوبي”، مشغل مروان الأصلي، الذي أكد تأثيره المحوري في خطة الخداع المصرية.

أثارت التحقيقات تساؤلات حول تسيفي زامير وأسلوبه في إدارة المعلومات، مما جعل العديد من المؤرخين العسكريين يشيرون إلى دور مروان كعناصر محورية في نجاح الهجوم المصري.

رسائل تحذير لم تُؤخذ بعين الاعتبار

كشفت الصحيفة أيضًا عن شهادات لأشخاص كانوا في قلب الأحداث، مثل ألبرت سوداي، الذين حذروا من احتمال كون مروان عميلاً مزدوجًا. هذه التحذيرات لم تُدرج في التقارير الرسمية، مما يثير الكثير من الاستفهامات حول كيفية تعامل الموساد مع هذه المعلومات الحساسة.

أخيرًا، رُفض عرض وضع أشرف مروان على جهاز كشف الكذب من قِبَل قيادات الموساد، مما يطرح علامات استفهام حول قراراتهم الاستراتيجية في تلك المرحلة الحرجة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك