الخميس 9 أكتوبر 2025
spot_img

البرلمان يرفض إقالة ماكرون وأزمة فرنسا مستمرة

spot_img

باريس تشهد حراكًا سياسيًا محمومًا بعد استقالة حكومية مفاجئة، إذ يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديات غير مسبوقة وعزلة سياسية متزايدة، إلا أن البرلمان رفض طلبًا لإقالته، ما منحه بارقة أمل وسط الأزمة.

رفض الإقالة برلمانيًا

رفض مكتب الجمعية الوطنية طلبًا تقدم به نواب يساريون لإقالة الرئيس ماكرون، حيث صوت ضده أغلبية من نواب الوسط واليمين، بينما امتنع نواب اليمين المتطرف عن التصويت، ما أثار جدلاً واسعًا.

رئيسة حزب “فرنسا الأبية” اليساري، ماتيلد بانو، اتهمت “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بإنقاذ ماكرون، مؤكدة استمرار المطالبة باستقالته رغم هذا الرفض البرلماني.

تزايد عزلة ماكرون

يعيش الرئيس الفرنسي عزلة سياسية غير مسبوقة منذ توليه منصبه عام 2017، بسبب تفكك “الكتلة المركزية” الداعمة له، والتي تضم أحزاب الوسط وحزب “الجمهوريون” اليميني المعتدل.

رئيس الوزراء السابق غبريال أتال، المنتمي لحزب “النهضة” الذي يتزعمه ماكرون، أعلن صراحة أنه “لم يعد يفهم قرارات ماكرون”، بينما دعاه رئيس وزرائه الأول، إدوار فيليب، إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.

مطالبات بالرحيل تتصاعد

زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون ما زال من أبرز المطالبين بإزاحة ماكرون، وانضمت إليه زعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبن، التي كانت تدعو سابقًا إلى حل البرلمان فقط.

في المقابل، يؤكد ماكرون عزمه على البقاء في منصبه حتى اللحظة الأخيرة، قاطعًا الطريق على محاولات إزاحته عنوة، ومتمسكًا بإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

فرصة أخيرة لتشكيل حكومة

بعد استقالة حكومة سيباستيان لوكورنو، كلفه ماكرون بمهمة أخيرة لإجراء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، يكون على رأس أولوياتها إقرار ميزانية فرنسا لعام 2026.

رفض كل من “التجمع الوطني” و”فرنسا الأبية” المشاركة في هذه المشاورات، إلا أن لوكورنو أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى “قاعدة عمل” مشتركة لإقرار الميزانية.

تفاؤل حذر بإقرار الميزانية

لوكورنو أكد أن المشاورات أظهرت رغبة في إقرار الميزانية قبل نهاية العام، ما يقلل من احتمالات حل البرلمان، مشيرًا إلى إمكانية تقديم ميزانية أقل تقشفًا من سابقتها.

وزيرة التربية والتعليم المستقيلة، إليزابيث بورن، أبدت استعدادها لتجميد قانون التقاعد المثير للجدل، إلا أن حزبي “الجمهوريون” و”هورايزون” رفضا هذه الخطوة.

سيناريو حكومة يسارية يلوح

وسط هذه التطورات، يرى المحللون إمكانية تكليف ماكرون لشخصية يسارية بتشكيل الحكومة، في ظل انفتاح على اليسار وتحديدًا على الحزب الاشتراكي.

أمينة عام “حزب الخضر” مارين توندوليه، صرحت بأنها لم تكن يومًا قريبة لهذا الحد من تعيين رئيس حكومة يساري، معتبرة إعادة تعيين شخصية من “المعسكر الرئاسي” بمثابة استفزاز إضافي.

انقسامات اليسار تعرقل

رغم هذه الاحتمالات، يبقى اليسار منقسمًا على نفسه، حيث هاجم ميلونشون الاشتراكيين وأمينهم العام، معتبرًا أنهم يحاولون إنقاذ “نظام ماكرون”.

رئيسة المجموعة النيابية لحزب “فرنسا الأبية”، ماتيلد بانو، أكدت أنها لن تنخرط في عملية إنقاذ “الماكرونية”، مشيرة إلى رفضها أي تنازلات من أجل الوصول إلى رئاسة الحكومة.

المعارضة ترفض أي تسوية

أكدت لوبن أن نوابها سيحجبون الثقة عن أي حكومة تتشكل، وأن هدفها الأول والوحيد هو حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

ماكرون، الذي يلوح بسيف حل البرلمان، لن يغامر بتشكيل حكومة لا تحظى بثقة البرلمان، خاصة بعد سقوط ثلاث حكومات في فترة وجيزة، ما أثر سلبًا على صورة فرنسا ومكانتها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك