الأربعاء 8 أكتوبر 2025
spot_img

جنوب لبنان: قصف إسرائيل يُرهب الطلاب والأهالي

spot_img

في جنوب لبنان، يتصاعد القلق بين الأهالي، خاصةً مع استمرار القصف الإسرائيلي، إذ يعيش الطلاب وأسرهم حالة من الخوف الدائم على سلامة أبنائهم أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس، رغم استمرار العام الدراسي.

خوف يلاحق الطلاب

نيرمين، طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا من بلدة كفرا الحدودية، تعبر عن خوفها الشديد في كل مرة يقع فيها اعتداء إسرائيلي، خاصةً عندما تكون بعيدة عن عائلتها.

وتضيف نيرمين: “أفكر أنني قد أموت وأنا وحيدة، أو أن مكروهًا قد يصيبهم… بات الخوف يلازمني كخيالي”.

استهداف المدنيين

في الأول من أكتوبر، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة في بلدة كفرا، مما أسفر عن وقوع إصابات وضحايا، في حادثة تؤكد، بحسب الأهالي، عدم اكتراث إسرائيل بحياة المدنيين.

وتقول نيرمين: “تثبت إسرائيل أنها لا تكترث لحياة المدنيين؛ كان يمكنها تفادي كل هذه الإصابات، لو أرادت ذلك حقًا”.

مخاوف الأمهات الجنوبية

الأمهات في جنوب لبنان يشعرن بعجز شديد أمام هذا الوضع. لا يمكنهن منع أطفالهن من الذهاب إلى المدرسة، وفي الوقت نفسه لا يستطعن حمايتهم من خطر القصف الإسرائيلي.

ليا فواز، أم لطفلين، تعبر عن هذا الخوف المضاعف، قائلة: “نقف عاجزين أمام كل ما يجري لنا. لا يمكنني ترك أطفالي بلا مدرسة، وفي الوقت نفسه، لا يمكن لي أن أحميهم من مخاطر القصف الإسرائيلي الذي يطول المنطقة يوميًا هنا”.

حرب مفتوحة

ليا، التي تعمل ممرضة، شهدت استهداف مستشفى تبنين الحكومي عدة مرات، مما زاد من شعورها بالخوف والقلق على سلامة أطفالها والمحيطين بها.

وتضيف ليا: “هذه التجربة جعلتني أشعر بالخوف أكثر، وأجد أن خطر الاستهدافات قريب مني ومن أطفالي للغاية، وكذلك من أي شخص نعرفه؛ قد يطولنا الضرر جميعًا، نحن نعيش حربًا مفتوحة على كل الاحتمالات”.

رعب شبه يومي

منى، من بلدة كفررمان، تصف كيف تودع أطفالها يوميًا قبل ذهابهم إلى المدرسة، مع شعور دائم بالقلق والخوف من أن يصيبهم أي مكروه.

وتقول منى: “لا نعلم إن كانوا سيتمكنون من العودة إلينا أم أن مكروهًا قد يصيبهم، وإن عادوا، ربما سنكون نحن مَن أصابنا الضرر… حالتنا صعبة للغاية”.

تأثير النزوح المستمر

منى، التي نزحت منذ عامين بعد تدمير منزلها، تشير إلى أن هذا الرعب شبه اليومي حوّلهم إلى “كائنات متجمدة بلا ابتسامة ولا فرح”، وأنهم متروكون لمصيرهم ومهمشون.

وتختتم منى قائلة: “كنا أمام خيارين؛ إما ترك أطفالي في المنزل خوفًا من أن يصيبهم مكروه وإما إرسالهم إلى المدرسة كي لا يخسروا عامهم الدراسي”.

التزام بالتعليم

هلا، من بلدة ميفدون، تشارك نفس القلق على طفليها خلال فترة تنقلهما في حافلة المدرسة، مؤكدة أنهم يغامرون بإرسال الأطفال إلى المدرسة التزامًا بالبرنامج الدراسي.

وتضيف هلا: “عادة ما تكون الاستهدافات في منطقة النبطية من الأعنف على الإطلاق، ورغم ذلك نغامر بإرسال الطفلين إلى المدرسة، لأن هناك برنامجًا مدرسيًا وعلينا الالتزام به”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك