احتضان كينيا لتأسيس “مجلس مستقبل الصومال” من قبل قادة ولايتي بونتلاند وغوبالاند و”منتدى الإنقاذ” المعارض، يضع الأزمة السياسية في مقديشو في مسار جديد، خاصة مع الخلافات القائمة حول استكمال الدستور والانتخابات المباشرة المزمعة في 2026.
انتقادات وتحفظات
وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي انتقد تأسيس المجلس في “أراض أجنبية”، وذلك قبيل لقاء مرتقب بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس غوبالاند أحمد مدوبي هذا الأسبوع.
تطورات يرى فيها خبراء تعقيداً للأزمة السياسية، يتوقف ذلك على ردود فعل الحكومة الفيدرالية ومصير الاجتماع الرئاسي المرتقب.
تأسيس المجلس وأهدافه
عقب اجتماع في نيروبي، أسس رئيسا غوبالاند وبونتلاند، إضافة إلى زعماء “منتدى الإنقاذ”، “مجلس مستقبل الصومال”.
انتقادات لاذعة وجهها وزير الدفاع الصومالي، مؤكداً أن مستقبل الصومال يجب أن يُحسم داخل البلاد، وليس في “أراضٍ أجنبية تخدم مصالح خارجية”.
وشدد على أن الحكومة الحالية هي الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل البلاد، في ظل العمل على إنتاج النفط، وتعزيز الأمن، والتحضير للانتقال إلى الاقتراع المباشر.
تحليل سياسي
المحلل السياسي الصومالي عبد الولي جامع بري، يرى أن تأسيس “مجلس مستقبل الصومال” يعدّ تطوراً جديداً في التوازنات السياسية، خاصة مع انعقاده في كينيا.
ويعتقد أن التصعيد أو التهدئة في المشهد السياسي يتوقفان على نية الأطراف، وكيف ستتعامل الحكومة الفيدرالية مع المجلس، فاستيعاب الحكومة للمبادرة يمكن أن يشكل مدخلاً لحوار جاد.
ردود فعل متباينة
في المقابل، التعامل مع المجلس ككيان معارض قد يؤدي إلى تصعيد سياسي جديد وانقسام أوسع بين المركز والولايات.
رفض وزير الدفاع يشير إلى حساسية داخل الحكومة تجاه أي تحرك خارج إطارها الرسمي، مع مخاوف من تدويل الخلافات الداخلية.
لقاء مرتقب
يأتي هذا التطور قبل لقاء مرتقب بين الرئيس حسن شيخ محمود ومدوبي في كيسمايو، بهدف إنهاء الخلافات.
اللقاء المحتمل لن يقتصر على مناقشة قضية غوبالاند، بل سيشمل بحث سبل حل جميع الخلافات السياسية في البلاد.
خلافات دستورية
العودة لاستكمال الدستور المؤقت كانت الشرارة الأبرز لزيادة الخلافات بين الحكومة الفيدرالية وولايتي بونتلاند وغوبالاند و”منتدى المعارضة”.
رفض الجانبان تعديلات مارس 2024 التي مهَّدت لتغيير نظام الحكم وإجراء الانتخابات المباشرة في 2026، مع التأكيد على أهمية استكمال الدستور وليس تعديله.
دعوات للحوار
في ظل هذه الأجواء، أطلقت ولايتا بونتلاند وغوبالاند دعوة للحوار مع الحكومة الفيدرالية، في حين اتّجه “المنتدى المعارض” للدعوة لاحتجاجات في مقديشو.
ينتظر أن يكون لقاء حسن شيخ محمود ومدوبي الأول منذ أزمة انتخاب رئيس ولاية غوبالاند في 2024.
تأثير المجلس
تأسيس المجلس قد يؤدي إلى توتر في الأجواء التحضيرية للقاء المرتقب، وربما تأجيله أو تجميد نتائجه، لكن قد يتحول اللقاء إلى فرصة لتقريب وجهات النظر واحتواء الأزمة.
سيناريوهات مستقبلية
يتوقع المحللون ثلاثة سيناريوهات لمستقبل المشهد السياسي الصومالي، أولها إيجابي يتمثل في تحول المجلس إلى منبر وطني تشاوري.
وثانيها سلبي يتمثل في تعمُّق الانقسام بين الحكومة الفيدرالية والولايات، فيما يتمثل السيناريو الثالث في حالة شد وجذب سياسي مع محاولات وساطة.