الجمعة 3 أكتوبر 2025
spot_img

سوريا: انتخابات برلمانية وسط انتقادات للشمولية والتمثيل

spot_img

تستعد سوريا لإجراء انتخابات برلمانية يوم الأحد المقبل، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي إثر هجوم شنته قوى المعارضة.

وشهدت البلاد خلال فترة حكم آل الأسد انتخابات دورية شارك فيها السوريون، إلا أن حزب البعث، بقيادة الأسد، هيمن على البرلمان، ما جعل هذه الانتخابات تُعتبر شكلية على نطاق واسع.

آلية الانتخابات البرلمانية

على الرغم من أهميتها، لن تكون انتخابات الأحد ديمقراطية بالكامل، إذ سيتم اختيار معظم أعضاء مجلس الشعب عبر هيئات انتخابية في كل دائرة، في حين سيُعيّن الرئيس أحمد الشرع ثلث المقاعد مباشرة.

ويشير تقرير إلى أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مؤشراً على مدى جدية السلطات في التعامل مع قضية الشمول، خاصة فيما يتعلق بتمثيل النساء والأقليات.

تفاصيل العملية الانتخابية

يتألف مجلس الشعب من 210 مقاعد، حيث سيتم انتخاب ثلثي المقاعد يوم الأحد، بينما سيتم تعيين الثلث الآخر. وتجري عملية التصويت من قبل هيئات انتخابية في مختلف أنحاء البلاد، مع توزيع المقاعد بناءً على عدد السكان في كل منطقة.

ومن المفترض أن يصوت نحو 7000 عضو من الهيئات الانتخابية، تم اختيارهم من بين المتقدمين في كل منطقة، على 140 مقعداً.

تأجيل الانتخابات في مناطق

تم تأجيل الانتخابات في محافظة السويداء والمناطق الشمالية الشرقية الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بقيادة “الإدارة الذاتية” الكردية، بسبب التوترات بين السلطات المحلية والحكومة المركزية في دمشق.

وبذلك، سيصوت حوالي 6000 عضو هيئة انتخابية في 50 منطقة على نحو 120 مقعداً. وتعتبر حلب أكبر دائرة انتخابية، حيث سيصوت 700 عضو لاختيار 14 مقعداً، تليها دمشق بـ 500 عضو لاختيار 10 مقاعد.

غياب التصويت الشعبي المباشر

بعد الإطاحة بالأسد، قامت السلطات المؤقتة بحل جميع الأحزاب السياسية القائمة، التي كانت مرتبطة بحكومة الأسد، ولم يتم وضع نظام لتسجيل الأحزاب الجديدة، مما يجعل جميع المرشحين يترشحون كأفراد.

وبررت السلطات عدم إجراء تصويت شعبي مباشر بصعوبة إنشاء سجل دقيق للناخبين وتنظيم عملية التصويت في ظل وجود ملايين النازحين داخلياً وخارجياً بسبب الحرب الأهلية.

أسباب غياب التصويت الشعبي

تستمر ولاية هذا البرلمان 30 شهراً، وتهدف الحكومة خلالها إلى تمهيد الطريق لإجراء تصويت شعبي في الانتخابات المقبلة. وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لغياب التصويت الشعبي، يرى محللون أن أسباب الحكومة مشروعة.

ويقول بنيامين فيف، المحلل في شركة “كرم شعار” الاستشارية، إن صعوبة وضع قوائم انتخابية دقيقة في ظل الظروف الحالية أمر واقعي بسبب أعداد النازحين الكبيرة.

مخاوف من التلاعب بالانتخابات

أشار حايد حايد، الباحث في “مبادرة الإصلاح العربي”، إلى عدم وجود معايير واضحة لاختيار الناخبين كقضية مثيرة للقلق، معتبراً أن العملية برمتها معرضة للتلاعب بسبب غياب الرقابة على اختيار اللجان الفرعية والهيئات الانتخابية.

وأكدت تقارير وجود اعتراضات واسعة النطاق بعد حذف أسماء من القوائم الأولية دون تقديم تفاصيل كافية عن الأسباب.

تحديات الشمولية والتمثيل

لا توجد حصة محددة لتمثيل المرأة والأقليات الدينية أو العرقية في البرلمان، على الرغم من اشتراط أن تشكل النساء 20% من الهيئات الانتخابية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن النساء يشكلن 14% من المرشحين في القوائم النهائية.

تساؤلات حول تمثيل الأقليات

أثار استبعاد محافظة السويداء والمناطق الكردية، بالإضافة إلى عدم وجود حصص محددة للأقليات، تساؤلات حول تمثيل المجتمعات غير المنتمية للأغلبية العربية السنية.

تكتسب هذه القضية حساسية خاصة بعد أعمال العنف الطائفي الأخيرة التي استهدفت الأقليتين العلوية والدرزية.

إجراءات لضمان تمثيل الأقليات

أشار فيف إلى أن الدوائر الانتخابية رُسمت بطريقة تهدف إلى إنشاء دوائر انتخابية للأقليات، مما يمنحها فرصة أكبر للتمثيل.

وأكد مسؤولون أن تعيين الرئيس الشرع لثلث أعضاء البرلمان يهدف إلى “ضمان تحسين شمولية الهيئة التشريعية”، من خلال تعيين نسبة أعلى من النساء والأقليات إذا لم يتم انتخابهن بأعداد كافية.

استمرار التحديات رغم التعيينات

يرى حايد أن نقص تمثيل السويداء والشمال الشرقي يظل مشكلة حتى مع تعيين أعضاء من تلك المناطق، مؤكداً أن الخلاف بين السلطات المحلية ودمشق حول المشاركة السياسية سيظل قضية رئيسية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك