رغم مرور نصف قرن على رحيلها، لا يزال صوت “كوكب الشرق” أم كلثوم يتردد بقوة ليس فقط في العالم العربي، بل أيضًا داخل المعابد اليهودية في إسرائيل.
أم كلثوم في إسرائيل
تحت عنوان “من قصور القاهرة إلى المعابد اليهودية.. صوت أم كلثوم يصدح في إسرائيل”، نشر موقع “Srugim” الإخباري الإسرائيلي تقريرًا حول تأثير النجمة المصرية الذي لا يزال يلهم الأجيال. التقرير يشير إلى دمج ألحانها في الطقوس الدينية اليهودية، ليبرز مزيجًا موسيقيًا فريدًا يجمع بين التراث العربي والعبادة العبرية.
بدايات فنية مميزة
تبدأ القصة من قرية “طماي الزهايرة” بمحافظة الدقهلية، حيث كان والد أم كلثوم، إمامًا ومؤذنًا، يلاحظ منذ الصغر أن صوت ابنته “فاطمة إبراهيم البلتاجي” فريد من نوعه. وتقوم العائلة بتشجيعها على تنمية موهبتها، إذ كانت تحضر المناسبات الشعبية وهي ترتدي زي الصبيان، وتتعلم تلاوة القرآن الكريم بأسلوب مؤثر.
تمكنت أم كلثوم، التي لقبت بـ”نجمة الشرق”، و”سيدة الغناء العربي”، من احتلال المشهد الفني بأغانيها الطويلة والمعقدة، التي كانت تمتد أحيانًا لأكثر من ساعة، مثل أغنيتها الشهيرة “أنتِ عمري” (1964)، التي لا تزال تُعتبر من أعظم الأعمال الغنائية في التاريخ العربي.
تأثير دائم على الثقافة
رغم وفاتها في عام 1975، فإن تأثير أم كلثوم الثقافي والموسيقي لا يزال يتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية، حتى تم اختيارها ضمن قائمة “أعظم 100 فنان في التاريخ” من قبل مجلة أمريكية مرموقة.
والمثير للدهشة أن ألحانها وصلت إلى كنسات القدس وتل أبيب، حيث يدمج بعض المنشدين اليهود مقاطع من أغانيها، وخاصة افتتاحية “يا عين يا ليل”، في أدائهم الديني، مما يعبر عن تداخل الثقافات الموسيقية.
تجربة روحية فريدة
يصف التقرير لحظة داخل كنيس يهودي، حيث يبدأ المصلون ترديد كلمات الصلاة بصوت ينسجم مع صوت كوكب الشرق. يطلق المنشد افتتاحية “يا عين يا ليل” بتأثر عميق، ثم ينتقل برشاقة إلى كلمات الصلاة باللغة العبرية، مما يشكل تجربة روحية وموسيقية استثنائية.
ختامًا، يشير التقرير إلى أن صوت أم كلثوم لم يتلاشَ مع الزمن بل ظل حيًّا، يبني جسورًا بين الشعوب، ويُلهم حتى أولئك الذين لم يستمعوا إلى كلماتها بلغتها الأصلية. ففي كل نغمة، تبقى نجمة الشرق شاهدةً على قدرة الفن في تجاوز الخلافات وتوحيد القلوب عبر الحدود.