الأربعاء 1 أكتوبر 2025
spot_img

سد النهضة يهدد بكارثة مائية لمصر والسودان

spot_img

حذر الخبير الدولي في الموارد المائية، الدكتور خالد أبو زيد، من أن غياب اتفاق ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا حول تشغيل سد النهضة يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية للدولتين.

تحذيرات من أضرار شديدة

أوضح الدكتور أبو زيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري، أن إدارة إثيوبيا المنفردة للسد تفاقم من تعقيد العمليات المائية بالنسبة للسودان ومصر. وحذر من احتمال وقوع سيناريوهات كارثية، تتراوح بين جفاف الخزانات إلى فيضانات مفاجئة في السودان، مع وجود فواقد تصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا بسبب البحيرة الاحتياطية.

تاريخ السد وفوائده

بدأ بناء سد النهضة الإثيوبي في 2011 على نهر النيل الأزرق بتكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار. يمثل هذا السد الأكبر من نوعه في أفريقيا، حيث يصل قدرته الإنتاجية إلى 5,150 ميغاواط، مما يمكن إثيوبيا من مضاعفة إنتاج الكهرباء وتصديرها لدول المنطقة.

إطلاق السد وتوتر العلاقات

اكتمل الملء الخامس للسد في أكتوبر 2024، وتمت مراسم افتتاحه رسميًا في 9 سبتمبر بحضور عدد من القادة الإقليميين. وصف رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، هذا الإنجاز بـ”التاريخي للشعب الأسود”. ومع ذلك، أثار هذا الاحتفال توترات كبيرة مع مصر والسودان اللتين تعتمد كل منهما بنسبة 85% و97% على النيل كمصدر رئيسي للمياه.

أهمية الاتفاقات القانونية

أكد أبو زيد أنه في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد التشغيل والملء، فإن عدم التنسيق بين الدول سيمهد للطوفانات الحالية التي تؤثر على عدة مناطق في السودان، وهو وضع لا يمكن قبوله. كما أشار إلى أن بحيرة السد، التي تصل سعتها القصوى إلى 74 مليار متر مكعب، تتسبب في فقد كميات كبيرة من المياه سنويًا بسبب التسرب والبخر.

آثار الفواقد المائية

وذكر أن الكميات المخزنة والفواقد تؤثر مباشرة على تصرف النيل الأزرق الذي كان سيوفر الماء لمصر والسودان، خاصة في سنوات الجفاف. وشدد على أن التشغيل الأنسب للسد يكون بمتوسط مستويات مرتفعة، مما يزيد من الفواقد ويقلل من الوارد إلى البلدان المذكورة.

تعقيد العمليات المائية

استطرد أبو زيد في حديثه عن إدارة إثيوبيا، مشيرًا إلى أن غياب التنسيق مع دول المصب يزيد من تعقيد إدارة السدود في مصر والسودان، مما يرفع من المخاطر على السدود السودانية مثل الروصيرص وسنار، اللذين يتأثران بشكل مباشر بعمليات التخزين الإثيوبية.

سيناريوهات مستقبلية محتملة

وأشار إلى أن بناءً على القرارات الإثيوبية بشأن التشغيل، هناك سيناريوهات متعددة تتعين على السودان التعامل معها في فترة زمنية قصيرة، ما يثير قلق الخبراء بشأن عدم وجود الوقت الكافي للتدابير اللازمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك